* من المؤسف حقا أنه وبعد أن إستدار الزمان وبلغ الممتاز خمسة عشرة عام وأهله لا زالوا يبحثون عن حقوق طبيعية كان يجب أن تكون في حيز الموجود لا المطلوب! * بعد كل تلك السنوات، لا زالت أندية الممتاز تبحث عن حقوق مالية، وتشتكي مر الشكوى من برمجة غير عادلة، وقاسية جدا، لا ترحم أبدا وتفوق في قسوتها الشكوى من الترحيل! * لا ننظر إلى النصف الفارغ من الكوب فقط...فهناك جوانب مشرقة صاحبت الممتاز طوال خمسة عشرة سنة إنقضت من عمر المنافسة. * صار الممتاز المنافسة الأولى والأهم والأكبر من بين منافسات الموسم، وأكتسب إرضية راسخة، وبات العدول عنه، أو مجرد الحديث عن العودة إلى سابق النظم يعد ضربا من المستحيل! * وقد نجح رجالات الإتحاد العام على مدى تلك السنوات في المحافظة على المنافسة الشاملة، وأكسبوها القوة برغم تيارات الرفض التي إستمرت طوال سنواتها الأولى. * وهذه إيجابية تحسب بلا شك لرجالات الإتحاد العام الذين ثبتوا مبادئ البطولة وسهروا من أجل حمايتها برغم إشتداد أعاصير الرفض في وقت كان الرجوع سهلا! * ويحسب أيضا لرجالات الإتحاد العام وقادته طوال تلك السنوات، وعلى مدى سنين مجالس متعددة، انهم وضعوا المنافسة في قالب موسم منضبط بداية ونهاية! * وبناء على أهمية الممتاز، نظم الموسم الكروي بأسره، وصار الموسم يفتتح في موعده ويختتم كذلك في موعده، وبرغم الأختلاف في وضعية الموسم الكروي نفسها إلا أن الأنضباط في فتحه وقفله إيجابية تحسب لقادة الإتحاد العام على مدى خمسة عشرة عاما! * كذلك إنفتحت أمام الممتاز نوافذ جديدة، وعرف الناس هنا معاني جديدة مثل، التسويق الرياضي، ورعاية المنافسات الكبرى، وضخ الأموال من أجل تسييرها. * وغير تلك من الإيجابيات التي تحسب لرجالات الإتحاد العام على مدى سنوات مضت، ولا زالت تلك الإيجابيات هي النور الوحيد في نفق أزمات كبيرة واكبت المشوار! * وبذات القدر..فقد فشلت كل المجالس المتعاقبة في إزالة التشوهات التي صاحبت تجربة الممتاز التي تحولت من خانة التجارب إلى الواقع وباتت منافسة لها جذور! * لم تلفح كل المجالس التي يتعاقب عليها أشخاص بعينهم في إصلاح أعوجاج برمجة المنافسة، وعجزوا طوال تلك السنوات في أخضاع المنافسة إلى برنامج واضح المعالم، فيه العدالة بين الفرق، ويراعي الجوانب الفنية مقرونا ذلك بالجوانب الجغرافية! * ولا زالت الأندية تشتكي مر الشكوى من سوء البرمجة، فالفريق بالشرق مطلوب منه السفر إلى أقصى الغرب خلال ثلاثة أيام لأداء مباراة مصيرية والعكس يصح! * وكادت أزمة الترحيل تقضي تماما على المنافسة الأولى لولا التماسك ومحاولات جادة لحلحلة الأزمة، وهي حلول لم تكن بالشكل المرضي، وإن قبلها الجميع! * كذلك التحكيم ظل وعلى مدى أعوام يمثل عقبة كؤود بوجه أندية الممتاز، وأفرغ المنافسة من محتواها، وبات التحكيم يؤثر سلبا على نتائج المباريات وبالتالي ترتيب الفرق، وهو ما ينتج عنه أبطالا غير حقيقيين..ويغادره من يستحق البقاء، ويبقى من يستحق الرحيل! * وهناك الكثير من التشوهات التي فشل في قادة الأتحاد العام على مدى سنواته الخمسة عشر من أزالتها، وقد توصلنا هنا إلى قناعة تامة بأن عجزهم يبرهن على شئ واحد فقط ..وهو أن ما قدموه كل ما يمتلكونه من قدرات..ولا جديد عندهم يضاف! * والحل لا يكمن في المواجهة الحالية بين أندية الممتاز، والإتحاد والتهديد بالإنسحاب، إنما يكمن في التغيير الشامل أو فتح الباب أمام الكفاءات القادرة على وضع أسس متطورة لمنافسة محترمة!