أعلن القيادي بالمؤتمر الوطني ومسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين انتهاء مهمة تكليف الوساطة حول مفاوضات سلام دارفور بالدوحة منتصف يوليو الجاري، واستبعد في الوقت ذاته التوصل الى اتّفاق نهائي خلال الموعد المحدد وقال إن ما تبقى من أيام لن يحقق سلاماً إلا بمعجزة. وأشار د. غازي خلال البيان الذي قدّمه أمام البرلمان أمس (المنعقد في هيئة لجنة) حول مسار مفاوضات الدوحة الى العقبات التي واجهت التفاوض والمتمثلة في اختراقات حركة العدل والمساواة برئاسة د. خليل إبراهيم ومهاجمتها لقوات الحكومة بجانب رفضها الاستمرار في المفاوضات فضلاً عن الانقسامات في بقية الفصائل الأخرى. كما استبعد د. غازي لجوء الحكومة للعمل العسكري لكنّه أقر في ذات الوقت بوجود تحديات تتطلب ذلك، مشيراً إلى أن هناك من يرفع البندقية لذا فإن الحل العسكري يبقى جزءاً من العملية السلمية. وأضاف(ليس من مصلحتنا أن نفترض أن العالم ليس به ملائكة لكن علينا التأكد أن الشياطين أكثر من الملائكة) مؤكداً جدية الحكومة وحسن نواياها في التوصل للحل السلمي وقال لكن نعلم أن كل دولة في العالم اتخذت جيشاً لحل القضايا السياسية التي تتطلب عملاً عسكرياً. وأكد أن تشخيص القضية ليس بعيداً عن القبلية مشيراً الى بعض القبائل التي تدفع بأبنائها للتمرد وحمل السلاح عندما ترى مهرجانات التفاوض وذلك للفوز بمقعد نائب رئيس. ودعا الى توطين حل القضية داخلياً وعدم اختزالها في مفاوضات الدوحة التي قال عنها إن البعض يفهم إن المبادرة قطرية مبيناً أن قطر تعتبر دولة مشرفة وداعمة للمفاوضات والتي تقع تحت مظلتها دول عربية وأفريقية وإقليمية مشيداً بما قدمته قطر محذراً من التحول عن ذلك المنبر وقال لا أرى الصورة قاتمة كما يراها الآخرون. وكشف عن استراتيجية جديدة لحل القضية وفق المبادرة الراهنة تتركز على عدم حصر التفاوض مع الحركات المسلحة باعتبار ان تسليط الأضواء على هذا الجانب يعطي انطباعاً خاطئاً بأن المشكلة تنتهي بالتوقيع بجانب أن اختزال العملية السلمية في التفاوض مع حركات منقسمة يشوه حقيقة السلام والتي تعتبر عملية متكاملة تشمل المصالحات وتعويض المتضررين وإعادة اللاجئين والنازحين وتحقيق السلام بأوجهه المعقدة فضلاً عن ان التميز غير المتوازن في العملية السلمية لمصلحة إجراءات التفاوض يشجع على المزايدات السياسية والسجال الإعلامي الذي يغذي الانقسامات. وحذّر بشدة من إطلاق مبادرات جديدة ودعا الى الالتزام بالمبادرة الراهنة وعدم تعريضها لأي اختبار يضعفها.