على خلفية وفاة (54) متشرداً - حسب آخر الإحصائيات الأخيرة - أثر تناولهم مادة (الاسبرت) أو ما تعرف بالسبيرتو يظل السؤال هاجساً يقلق المجتمع السوداني، من تمدد ظاهرة التشرد، وكثرة المتشردين، وعدم وجود حلول تمكن هؤلاء الشريحة من التمتع بحياة إنسانية كريمة.. الشاهد على الأحداث المتعلقة بضحايا متناولي المواد الكحولية من سلسيون وهو الأشهر، وكذلك ظاهرة شم البنزين، وتناول السبيرتو، وتعاطي الخمور البلدية، كلها ظواهر سالبة لفئات من المجتمع تعاني الفقر والبطالة والعطالة، وتحتاج إلى الرعاية الاجتماعية والإرشاد الديني والنفسي.. (آخر لحظة) طرحت هذه الأسئلة الضرورية على اختصاصي علم الاجتماع بجامعة النيلين فضل حجب اسمه وقال: إن هذه الشريحة ضحية لعوامل كثيرة منها الحرب، والنزوح، والفقر، والعطالة والبطالة، والتفكك الأسري، وحالات الطلاق، وهجرة الآباء إلى الخارج، والفشل الدراسي، كلها تلفظ بهؤلاء إلى الشارع العام، في ظل عدم وجود برامج متكاملة من جانب الجهات المختصة لاستيعابهم في دور إيوائية أو مركز تأهيل يوفر لهم الحماية الاجتماعية من خطر الشارع، ومجرمي الشوارع الذين يسخرون الأطفال المشردين لأعمالهم الاجرامية، مما يؤدي إلى انحرافهم بواسطة تعاطي هذه السموم. وقال إن المجتمع مسؤول مسؤولية مباشرة عن كل شرائحه المتعددة، وهنا يقصد الجهات المعنية بأمر المجتمع من وزارة رعاية اجتماعية، وديوان زكاة ومنظمات عمل مدني متخصصة في مثل هذه القضايا، والتي تعتبر ظاهرة عالمية، وليس اقليمية، نسبة لحالات الحروب والتدهور الاقتصادي في معظم الدول، وانعكاسها على المواطنين. تبقى ظاهرة المتشردين خطيرة جداً في ظل مجتمع مسلم يسعى إلى التكافل والخير، ومد يد المساعدة للمتعاونين، ويرفع شعارات العدل والمساواة.. وموت (54) متشرداً بمثابة جرس إنذار مبكر للمجتمع بضرورة الالتفات لهؤلاء، واحتواء ما تبقى منهم وتوجيههم إلى حياة كريمة بدلاً من الموت سمبلة بشمة عابرة أثر حالة نفسية غادرة!!