قبل أن ندلف إلى باحة سيكافا، ونكتب عن تعادل غريب للفرقة الحمراء في إستهلالية المشوار، علينا أولا أن نسرج قناديل الفرح مع صقور الجديان الذين أضاءوا لنا سماء الكرة السودانية بكاسا حلوة! فوز منتخبنا الوطني على نظيره الكيني، بهدفين كفلا للصقور كأسا ستبقى ما بقي كتاب التأريخ مفتوحا! كتبنا قبل الجولة، وطالبنا بإسقاط كل الحسابات الأخرى التي وضعها البعض أمام كابتن مازدا، وكتبنا لم لا نعتبرها مناسبة تأريخية نحتفل بها بعيدا عن كل حسابات! ونذكر أن هناك من وجه الإنتقادات لمدرب منتخبنا الوطني محمد عبد الله مازدا لكونه اسقط أسماء لاعبيه الأساسيين، وكانت المطالبة بالدفع بالعناصر الأساسية بغية تحضيرها لما تبقى من مشوار بالتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات غينيا الإستوائية والجابون! وهذا منطق ..ولا يمكن إغفاله، ولكن بذات القدر كانت هذه المباراة ذات أبعاد أخرى قبلها، وحققت أهداف أخرى بعدها! كسب المنتخب كأس شركة إل جي عالمية السمعة، وعرف الجميع أن المنتخب السوداني ممتاز وهي مناسبة رائعة بكل تأكيد. كما أن مازدا إستطاع تقديم عناصر ستفيده في مقبل المشوار، إن لم يكن في التصفيات الحالية، فإن ذلك سيكون متاحا له في مقبل التنافس بإذن الله تعالى! قدم مازدا من خلال الجولة النور التجاني مدافع أهلي شندي الجسور، وعرف الناس أن هناك مدافعا محترما يمكن أن يرتدي ألوان الهوية، ويقدم الكثير بحول الله. وقدم مازدا أيضا حارس المرمى إيهاب زغبير كإضافة حقيقة لحراسة مرمى المنتخب الوطني، بجانب عناصر المنتخب الأولمبي التي أدخلها مازدا في أجواء اللعب للمنتخب الوطني الأول! إذن نبارك لمازدا مكاسبه من مباراة كأس إل جي الفاخرة ، ونؤكد أن التأريخ كان حاضرا هناك وشهد على نجاح آخر لمدرب وطني يغرد وحيدا خارج سرب المدربين بوطننا العزيز! فيما يخص مباراة الزعيم بالأمس أمام شباب تنزانيا فقد كانت بحق من أغرب المباريات التي خاضها المريخ مؤخرا! أحرز لاعبو المريخ أربعة أهداف بجولة الأمس أمام الفريق المضيف..ولم يخرج كاسبا، إنما تعادل بهدفين نظيفين! أكدت الجولة أن التركيز عند لاعبي المريخ لا زال ضعيفا..وإلا ما معني أن يتكرر خطأ واحد بجولة واحده غير ضعف التركيز وغياب اللياقة الذهنية والبدنية أيضا! كان يمكن أن يخرج المريخ منتصرا بعد أن أضاع لاعبوه الكثير من السوانح أمام مرمى الشباب التنزاني متواضع المستوى، ولكن لا زالت علة إضاعة الأهداف حاضرة برغم عودة وراغو وإضافة أديكو الذي أضاع فرصا عديدة! وما يمكن أن يمثل لنا العزاء هو أن الفرقة الحمراء لا زالت تتلمس سبل الأعداد، وأن أديكو لا زال يبحث عن معرفة أسماء كل اللاعبين وأن وارغو يتملس خطى العودة ..وأن ..وأن ..وأن! وحتما سيكون مظهر الفرقة الحمراء افضل من الأمس في ما تبقى من جولات خاصة وأن التعادل أمام الفريق المضيف يعتبر في حد ذاته نتيجة طيبة برغم أن معطيات الجولة كانت تقول غير ذلك ..وليس هناك دليل قاطع على ذلك غير أن الأربعة أهداف التي أحرزت بالجولة كانت برؤوس وأقدام لاعبي المريخ!