حتى الآن يتماسك الإتحاد العام أمام رياح المطالبة بتأجيل قمة الجمعة، ولم ترد أي تصريحات تشي بأن هناك تأجيل قادم ..أو أن رياح المطالبة توهن القوة وتقودهم حيث ما يريد ثنائي القمة. بالعرضة جنوب كانت المطالبة بالتأجيل تأتي أولا ..والسبب المعلن حقيقة هو المحافظة على أموال القمة التي تعتبر واحدة من أهم الموارد المالية على مدار الموسم بأكمله. ومن المعلوم سلفا أن المريخ سينفذ عقوبة اللعب بلا جمهور يوم الجمعة أمام الهلال لكونها مباراته الأولى هذا الموسم على ملعبه ..وهي العقوبة التي صدرت بحق النادي العام الماضي على خلفية أحداث نهائي كأس السودان. وقد يكون هذا سببا منطقيا دعا مجلس المريخ للتقدم بطلب تأجيل الجولة وإعتبار العقوبة في أول مباراة تلي مباراة القمة، وقد عدد مجلس المريخ أسباب طلبه تأجيل الجولة. ولكن ربما كانت هناك هواجس فنية موازية للهواجس المالية..فالمريخ كما هو معلوم لا زال يبحث عن إكتمال الصفوف، ومدربه الوافد إليه حديثا لا زال يتملس طريقه لأختيار أفضل تشكيل يخوض به الموسم. وأن تأتي جولة القمة في هذا التوقيت ..فهذا ما يعتبر أمرا صعبا على المدرب ولاعبي الفريق ، خاصة الجدد منهم، بإعتبار الظهور الأكيد لبعض الجدد مما يعني فقدان الأنسجام بينهم وبين الآخرين ..علاوة على تأثرهم بأجواء القمة ..وهي أجواء صعبة تحتاج إلى تعود. قد يلجأ حسام البدري إلى حل وحيد وممكن ..وهو أن يشرك العناصر القديمة وأن يكون الظهور بالنسبة للجدد محدودا أو متدرجا على حسب ظروف اللعب. كما أن البدري سيعتمد غالبا على معاونه ..فاروق جبرة لتنويره بمطبات الديربي الذي عايشه لاعبا ومدربا. هذا على صعيد الفرقة الحمراء ..أما هناك بالعرضة شمال ..فلا يبدو الوضع أقل تعقيدا من العرضة جنوب ..إن لم يكن أسوأ حالا..وهو ما يبرر سعي الإدارة الزرقاء لتأجيل الجولة. إعداد الهلال يبدو جيدا ..وأفضيلة الظهور الدائم في لقاءات القمة تصب في مصلحة الهلال الذي يمكن لمدربه أن يصرف النظر عن أي عناصر جديدة لأنه يملك العناصر الخبيرة بمثل هذه الجولات. ولكنه أيضا سيفتقد لجهود لاعبه مساوي ..الذي يعتبر أهم لاعب بالفرقة الزرقاء حاليا لكونه المدافع الأول ..والأفضل بين جميع اللاعبين حتى وإن إستدعى المالي ديمبا الذي حاول تجهيزه خلال جولة الفريق أمام المنتخب الأولمبي المصري. وقد يكون هذا سببا قويا جدا يدعم مطالبة الهلال بالتأجيل ..برغم تأرجح الحديث حول قانونية لعب مساوي للجولة من عدمه. ويشترك الهلال مع المريخ في جانب واحد ..وهو أن الجولة أتت على غير العادة في إستهلالية المشوار ..وهو ما يعني عدم إكتمال الجاهزية الجماعية وظهور النسق الفني الذي يعين على خوض مباراة جيدة بكل المواصفات الفنية. لعب القمة في الأسبوع الثاني جاء مفاجئا ..وكانت هناك قناعة راسخة بأن الجولة سيتم تأجيلها ..وأن هناك كثير من الأحداث ستأخذ طريقها إلى السطح قبل القمة. بل كان الأحتمال الأرجح عند أهل القمة ..هو تأجيل الجولة ..ولا زال العشم باقيا ..والمحاولات تجري على قدم وساق ..والبحث عن مبررات لإقناع الإتحاد ..أو لفتح الطريق أمامه لإيجاد مخرج للتأجيل سيظل متواصلا ..إن لم تنجح المحاولات فعلا. ترى ..وعلى ضوء تلك الملاحقات والمطالبة الملحة، يمكن الحديث عن قمة تنتهي بالتعادل ويرتاح الجميع.!