قطعت مصادر آخر لحظة بوصول المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في السابعة من صباح اليوم البلاد بعد أن اختتم أمس زيارة تاريخية الى جمهورية الصين الشعبية استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها نظيره الصيني هو جينتاو ونائب رئيس مجلس الدولة بجانب رئيس البرلمان الصيني وزار خلالها عدة مواقع شملت رئاسة شركة سي أم بي سي الصينية للبترول ومدينة شينداو بمقاطعة شاندونق. ووقع رئيس الجمهورية خلال الزيارة عددا من الاتفاقيات التي تهدف الى تقوية العلاقات والشراكة السياسية والاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين وأكد الفريق أول ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية لسونا أن الزيارة تعتبر ناجحة بكل المقاييس وحققت كل أهدافها في المسائل السياسية والاقتصادية التي كانت مثار الحوار بين الجانبين وأكدت الرغبة الكيدة للجانبين لتوطيد العلاقات وأواصر الصداقة في الفترة المقبلة.وأكد حرص الحكومة على استمرار علاقات التعاون والمصالح المشتركة مع جنوب السودان عقب 9 يوليو القادم.وقال في حوار مع البعثة الإعلامية المرافقة له إن مصلحة الطرفين في استمرار علاقات التعاون ومراعاة المصالح المشتركة من أجل فائدة المواطن في الشمال والجنوب.واوضح أن بعض المتنفذين في الجنوب وقفوا في طريق استقرار الأوضاع بين الشمال والجنوب لأنهم ينفذون أجندة أجنبية. وجدد حرص الشمال على التعاون مع الجنوب ، مؤكدا أن السودان يسعى لأن تكون العلاقات مع الجنوب مثل العلاقات مع بقية دول الجوار، مؤكدا أن هناك كثيرا من المصالح المشتركة بين الجانبين مما يعزز فرص التعاون بين الشمال والجنوب.وأكد البشير أن المرحلة القادمة هي مرحلة جديدة سياسيا واقتصاديا وأنها تتطلب توافقا سياسيا وهو ما نسعى له لإيجاد حكومة ذات قاعدة عريضة في جو ديمقراطي. واوضح أنه في هذا الإطار فإن كل القوى السياسية ستتاح لها الفرصة للمشاركة في لجنة قومية لوضع دستور جديد يتم تقديمه للبرلمان لإجازته ، مشددا على أن من يرفض المشاركة في الحكومة ذات القاعدة العريضة يكون قد عزل نفسه.وحول مسألة إعادة الهيكلة السياسية قال رئيس الجمهورية إن الحكومة السابقة أتيحت فيها الفرصة للشباب وإذا حدث تغيير فإنه سيكون لتجويد الأداء والعطاء بهدف زيادة فعالية الأداء في المركز والولايات وليس من أجل التغيير. وأكد البشير ثبات الإنقاذ وتماسكها قائلا إن ذكرى ليلة الثلاثين من يونيو ما زالت ماثلة أمام ناظريه حتى الآن بعد مرور اثنين وعشرين عاما على قيام الثورة.وقال إن عيد الإنقاذ يأتي هذا العام والبلاد تستشرف مرحلة تاريخية جديدة حيث تبقت فقط تسعة أيام لإعلان استقلال جنوب السودان وقال إن هذه المرحلة بمثابة تجديد للإنقاذ وتاريخ السودان وتتطلب معطيات جديدة مضيفاً أن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي كان أكبر الإيجابيات التي تحققت في عهد الانقاذ. وأضاف الرئيس البشير إن الإنقاذ عندما وقعت اتفاق السلام الشامل كانت تقصد تحقيق السلام والاستقرار كهدف استراتيجي للسودان قائلا إن السودان كان يمكن أن ينعم بالاستقرار في شماله وجنوبه لولا بعض المتنفذين في الجنوب. وأوضح أن نسبة نمو الاقتصاد السوداني في العام 1989 كانت -1 وأصبحت الآن اكثر من 8% رغم ظروف قضيتي الجنوب ودارفور.وحول تكهنات البعض بأن الحكومة ستخصص منصب نائب الرئيس لدارفور أو غيرها من الولايات أكد الرئيس البشير أنه لن يكون هناك أي التزام بإعطاء منصب النائب لدارفور أو غيرها من الجهات لأن هذا المنصب هو لكل أهل السودان وأكد رئيس الجمهورية أن التوافق السياسي والمعايشة مع القوى السياسية ستضعان السودان في منصة الاستقرار السياسي في الفترة القادمة. وأكد المشير أن زيارته للصين ناجحة بكل المقاييس حيث وجد السودان تفهماً من الصين لأوضاعه وظروفه الإستثنائية التاريخية. وأوضح في حوار مع البعثة الإعلامية التي رافقته للصين أن الزيارة في هذا التوقيت مهمة جدا وجاءت لتؤكد أن العلاقة بين السودان والصين لن تتأثر بعد إعلان دولة الجنوب في 9 يوليو ، مؤكدا أن العلاقات السودانية الصينية شهدت تطورا كبيرا في الفترات السابقة في المجالات السياسية والاقتصادية حتى أضحت الصين هي الشريك الاستراتيجي الأول للسودان كما أن السودان هو الشريك الثالث أفريقياً فضلا عن مواقف الصين تجاه السودان في المحافل الدولية ، مشيرا إلى أن نجاح العلاقات بين السودان والصين قد فتح الباب أمام العالمين الأفريقي والعربي ، موضحا أن الصين تقدر ذلك للسودان.وأكد أن الصين أرادت من هذه الزيارة أن تؤكد للعالم أنه لن يكون هناك تغيير في سياستها تجاه السودان بعد الانفصال وأن السودان سيكون شريك الصين الاستراتيجي في كل المجالات. واوضح الرئيس البشير أن أهم محور تم التطرق إليه هو التوسع في النفط في الشمال والزراعة والتعدين ، مبينا أن الحكومة ستركز على زيادة الإنتاج والتوسع في الزراعة بجانب التركيز على المشروعات الإنتاجية للارتفاع بالصادرات وتقليل الواردات كبرنامج إسعافي عاجل حتى يتم جذب استثمارات خارجية في ظل استقرار اقتصادي ملموس واكد أن كل الجهود ستنصب في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي وكذلك تثبيت سعر الصرف. وأكد أهمية دور الإعلام الجاد والهادف والوطني في المرحلة المقبلة من تاريخ السودان.