هل هي صدفة أن يأتي العيد ال «22» للإنقاذ و «رموزها» خارج البلاد..!! لقد مرّ «العيد» مرور «القوافل» ولم يحفل به أحد سواء من أهل السلطة.. أو أهل الضفة الأخرى من النهر..!! ü لقد جاءت ذكرى الإنقاذ هذه المرة والتمرد الذي قالت في بيانها الأول أنه قد أصبح على مشارف كوستي قد أصبح «حقيقة».. ولكنها الحقيقة الأخرى المرة!! التمرد الذي كان «فزاعة» الإنقاذ ووسيلتها لكسب الشرعية بعد انقضاضها على «الشرعية الدستورية» قد أصبح دولة ونشيداً وعلماً وأرضاً سودانية انفصلت تحت حكم الإنقاذ والتي انطبق عليها المثل جاء «يكحلها عماها»!! ü ربما لن يستطيع شهود الأحداث الآن وكاتب هذه السطور واحد منهم إعطاء تقييم عادل وصحيح لمجمل هذه ال «22» عاماً التي مرت على الحكم في السودان فهذا الأمر متروك لحكم التاريخ ومحكمته العادلة والنزيهة.. ومع ذلك سيكتب التاريخ أن هذا النظام جاء على أنقاض «نظام شرعي».. وهو النظام العسكري الثالث الذي حكم السودان ومع ذلك يمكن لشهود الحاضر أن يقولوا إن الأيام أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النوع من الحكم ليس «مناسباً» أو «ضرورياً» لبلد مثل السودان يحمل كل هذا التنوع الثقافي والإثني والاجتماعي والحضاري فالتجارب أثبتت أن نظام عبود «أقل» سوءاً من نظام نميري الذي جاء بعده!! ومايو أكثر «نجاحاً» من الإنقاذ!! والكل يتمنى ألا يأتي بعد ذلك مثل هذه الأنظمة حتى لا نحتاج لمثل هذه المقارنة و«المقاربة» التي نحن في غنى عنها!! من حق أهل الإنقاذ الاحتفال بها والاعتزاز بها أيضاً ويمكنهم أن يقولوا كثيراً من المفردات مثل الصمود. والابتلاءات. والتمسك بالثوابت. والوقوف في وجه أمريكا. والنجاح في البرنامج الاقتصادي رغم الحصار وثورة التعليم. ونهضة المدن وشبكات المياه والكهرباء والموانئ الجديدة واستخراج البترول.. و.. و.. ü ومع ذلك فلخصومها الحق في الحديث عن سوءات الإنقاذ وإخفاقاتها والتي لا تبدأ بانفصال الجنوب ولا تنتهي بإعطاء المبرر للتدخل الأجنبي الذي ليس له مثيل دون إهمال ملفات الفساد وتفشي الفقر وزيادة مساحة الأمراض «العضوية» منها و«العنصرية» وكذلك الاجتماعية. وهنا ربما نتساءل هل توجد مساحة للتلاقي بين أبناء الوطن للوصول لأرضية ثابتة ومشتركة تضمن استدامة الحكم بمشاركة الجميع بلا إقصاء أو مزايدة أو تهميش.....؟