يعتبر الفنان الشاب مرتضى حسن محمد فضل من أفضل وأميز الأصوات التي ظهرت في الساحة الفنية مؤخراً، فهو فنان من طينة الكبار امتلك ناصية الإبداع مبكراً لقدراته التطريبية الكبيرة.. استقبلته (آخر لحظة) في مكاتبها ومعه الأستاذ وليد الياس، وجلسنا إليه في حوار البدايات ونظرته للساحة الفنية التي تعج بالكثير من علامات الاستفهام ووضح كل الحقائق بصراحة بدون أي تحفظات وتطرق لعدد من المواضيع الأخرى.. فإلى حديث النجم مرتضى حسن:- مرتضى.. البدايات كيف كانت؟ - بداياتي كانت بمدينة عطبرة، حيث كنت منذ الصغر أحب الغناء والموسيقى ونمت بدواخلي موهبة الغناء خاصة في فترات الدورات المدرسية. أنت صاحب صوت جميل ولكن غير موفق إلى حد ما في اختيار أعمالك؟ - هذا الكلام صحيح إلى حد ما، ولكن الآن اتجهت للتعامل مع عدد من كبار الشعراء منهم إسحق الحلنقي ود. علي الكوباني ويوسف البربري ود. أزهري علي وغيرهم. يقال بأنك مازلت متأرجحاً حتى الآن ما بين الغناء الحديث والغناء الشعبي؟ - اتجاهي واضح نحو الغناء الحديث، ولكن هذا لا ينفي حبي وعشقي للغناء الشعبي لأنه يربطنا بعاداتنا وتقاليدنا ومازلت حتى الآن أتغنى بالشعبي. يقال بأنك متأثر كثيراً بالفنان كمال ترباس وتقلده؟ - هذا الكلام ليس صحيحاً وليس هناك ما يربطني بالفنان الكبير كمال ترباس فخامة صوتي كما قال الأخ الفنان عاصم البنا تمزج بين ثلاثة أصوات هي سيد خليفة وصلاح بن البادية وإبراهيم عوض وليست لدي أي علاقة مع ترباس. أنت متهم بإفساد الذوق العام من خلال ترديدك لعدد من الأغنيات الهابطة؟ - ضحك كثيراً وقال: أي أغنية تغنيت بها لها مدلولها ومفهومها ولم أتغن بها من فراغ، وليست لدي أي علاقة بما يسمى بالأغنيات الهابطة التي لا أعتقد أن لها وجود في الساحة أصلاً، ولكن هناك أعمال ركيكية يرددها بعض الفنانين والفنانات. بصراحة.. يقال بأنك مستاء جداً من إلغاء أماسي بحري الموسيقية التي تم اختيارك للمشاركة فيها؟ - أماسي بحري الموسيقية كانت تمثل فرصة كبيرة جداً بالنسبة لي، وحقيقة شعرت بسعادة كبيرة عندما تم اختياري للمشاركة فيها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ونتمنى أن تتاح لنا الفرصة للمشاركة في مهرجانات قادمة. ألا تعتقد أنك وأبناء جيلك من المطربين الشباب دمرتوا الأغنية السودانية من خلال تشويه أغنيات الغير وظهوركم بأعمال خاصة ركيكية ودون المستوى؟ - بصراحة هناك عدد من المطربين الشباب شوهوا ودمروا عددا كبيراً من أغنيات الأجيال السابقة من المطربين، ولكن أنا شخصياً عندما أردد أي أغنية من أغنيات الغير أحرص على أدائها بنفس طريقتها اللحنية ولا أضيف فيها شيئاً غير صوتي وإحساسي حتى لا أشوهها. مقاطعاً.. هل تعني بهذا الكلام أن أبناء جيلك من المطربين الشباب شوهوا أغنيات الغير وكانوا خصماً على الساحة؟ - بصراحة أكثر إن أغلبية المطربين الشباب كانوا خصماً على الساحة الفنية وشوهوا الكثير من الأغنيات، ولكن هذا لا ينفي أن هنالك أصوات جميلة شكلت بصمة واضحة في الساحة منهم محمود عبد العزيز وجمال فرفور وطه سليمان وشكر الله عز الدين وغيرهم. إذن أنت مع هجوم كبار المطربين على الشباب وتتفق معهم في رأيهم السلبي تجاههم؟ - هجوم المطربين الكبار يرجع لأنهم يرون أشياء نحن لا ننظر إليها لذلك احترم كل آراءهم سلبية كانت أم ايجابية فنحن نحترمهم ونقدرهم جداً.. وأنا شخصياً لم أتعرض لأي أساءة من أحد كبار المطربين بل بالعكس تماماً أجد منهم النصح والإرشاد والمساعدات والتشجيع خاصة من العندليب الفنان زيدان إبراهيم الذي يدعمني ويقف من خلفي ويستعد لصياغة عدد من الألحان لأغنياتي. ولكن يقول بعض المطربين الشباب إن قرار اتحاد المهن الموسيقية الأخير والقاضي بعدم ترديد أغنيات الغير استهدفهم؟ - بصراحة أنا ضد هذا القرار لأنه سلاح ذو حدين فإذا لم نتغن بأعمال الأجيال التي سبقتنا فإن الأغنية السودانية سوف تموت بمعنى انعدام عملية تواصل الأجيال، وبصراحة أكثر فأغنيات زمان لن يأتي الجيل الحالي بمثلها أبداً، لذلك نحن على استعداد لأخذ الإذن لترديد أغنيات الجيل السابق مع حفظ حقوقهم المادية والأدبية. مارأيك في بعض الألقاب التي تطلق على زملائك من المطربين الشباب مثل الإمبراطور والقيصر والملك وغيرها.. هل وصلوا لمرحلة هذه الألقاب؟ - لا يوجد إمبراطور أو ملك في الساحة وهذه الألقاب ليست في محلها وهي كلام فارغ، والفنانون الشباب لم يصلوا لمرحلة هذه الألقاب بعد، وبصراحة مثل هذه الألقاب لا تضيف للفنان شيئاً بدون أن يمتلك الرصيد الفني الكافي، والأهم من كل ذلك نحن سودانيون ومثل هذه الألقاب لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا. عدادات حفلاتكم لماذا وصلت لهذه الأرقام الفلكية؟ الأسعار في السودان كلها زادت وعداداتنا كمان زادت ولكنها ليست بالزيادة المبالغ فيها وأنا لا أنظر للماديات كثيراً ولا أتوقف عندها، وعلى المطربين أن يرحموا الجمهور ولا يضعوا أرقاماً فلكية. - انتشرت في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة ظاهرة الغناء لمدن بعينها.. ألا تخلق مثل هذه الأعمال نوعاً من التعصب للمدن؟ - لا أعتقد أن في ذلك مشكلة، فكل شخص يعبر عن مدينته ويعكس صورتها الجميلة ويعرف بها الناس، فقديماً غنى أبو داؤود لمدينة بحري وأحمد المصطفى غنى لأم درمان وسيد خليفة غنى للخرطوم، وهذا شيء طبيعي تتناقله الأجيال. مرتضى قليل الإطلالة عبر الوسائط الإعلامية المختلفة.. هل تغلق في وجهك الأبواب؟ - بصراحة ظهوري عبر الصحافة قليل جداً، ولكن أتعمد الاختفاء من التلفزيون لأنني لا أحب تكرار نفسي ولا أظهر خلاله إلا إذا كانت لدي أعمال جديدة ومميزة. كيف تنظر للمستقبل بالنسبة لجيل يخطو وسط ظروف فنية صعبة؟ - طموحاتي ليس لها سقف معين، ولكن أتمنى أن أسطر اسمي بأحرف من ذهب في الساحة الفنية العربية والسودانية. ألم تفكر في الدخول لتجربة الفيديو كليب؟ - فكرت في هذه التجربة طويلاً ولكن أتأنى حتى تخرج أعمالي بصورة مميزة، واستعد الآن لتصوير أغنية (شن الفايدة في صبراً) وهي أغنية بإيقاع الدليب يشرف على إخراجها الأستاذ مجدي عوض صديق، كما هنالك مشروع أغنية دويتو مع المطربة السورية زينة سوف يكتمل في مقبل الأيام. مرتضى حسن.. ماذا عن الأعمال الجديدة القادمة؟ - استعد لتقديم مجموعة من الأعمال في الفترة القليلة القادمة منها (فاكرني - محتار أنا - الدخري القدل فوق عزه - بحري) وغيرها تعاونت فيها مع مجموعة من الشعراء منهم السماني ود المسلمية ويوسف القديل ومحمد إبراهيم وأمجد حمزة. أخيراً مرتضى.. ماذا تود أن تقول؟ - أشكر كل من ساعدني ووقف بجانبي منذ بداية مشواري الفني وحتى الآن وأخص بالشكر الأخ وليد الياس، كما أشكر أسرة صحيفة (آخر لحظة) التي أسعد كثيراً بالوجود في مكاتبها لأنها أكبر صحيفة في البلاد والأوسع انتشاراً، وأتمنى أن أتواصل معها، وأخيراً الشكر لأخي وصديقي عبد الرحمن جبر.