لديّ صديق عزيز وأثير ويعمل في بلاط صاحبة الجلالة، ولا أريد أن أذكر اسمه، ولكن دعوني أطلق عليه اسم (حجر)، فربما كان قريباً من اسمه إذ ان المرويات القادمة تستوجب أن يظل اسمه في طي الكتمان، خاصة وإن الأمر مرتبط بزيجة ثانية لا أظن أنها معلنة.. فقد اتصل عليّ الأستاذ (حجر) قبل أيام وأخبرني بأنه تزوّج -للمرة الثانية- وأن العروسة الجديدة من إحدى مدن الشرق وتجري في عروقها دماء أجنبية عربية، وقال إنه الآن يقضي شهر العسل في الخرطوم وإنه سيسجل لي زيارة في أقرب فرصة. دهشت من الذي حدث، ونقلت تلك الدهشة لصديقي (حجر)، لكنه قابلها بضحكة صافية صادرة من القلب كأنما ألقيت عليه (نكتة) جديدة، وقال لي: «نحنا ما زيكم.. انتو عايزين تعرسوا بالصور والجرايد ونحنا ناس عمليين»..! تذكرت هنا كيف أن صديقي (حجر) كان معجباً بعدد من المواد الصحفية التي أعددتها ونشرتها خلال السنوات الماضية، خاصة تلك المرتبطة برحلات خارجية، إذ كنتُ أنشر ضمن الترويج للمادة صورة لي مع عروس من البلد الذي زرته، وقد فعلت ذلك لأول مرة في صحيفة (الوطن) الغراء عندما كنتُ نائباً لرئيس تحريرها أستاذنا وأستاذ الأجيال الراحل سيد أحمد خليفة، فقد عدتُ من رحلة طويلة إلى الصين صادفت ا فيها حتفالات الصينيين بالربيع الذي تكثر فيه مناسبات الزواج التي تبدأ وتنطلق من الحدائق والميادين العامة، فوقفت مع العرسان (الكثر) لالتقاط الصور ونشرت أكثر من لقطة مع عروس صينية. وكذلك الحال عندما كنت ضمن الوفد المرافق للسيد رئيس الجمهورية في العام 2007 للمشاركة في قمة دول الانحياز التي انعقدت في العاصمة الكوبية (هافانا)، فقد صادفت أيضاً عروسين ومعي الزميلان الأستاذ عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية -الآن- والأستاذ إسماعيل آدم مدير تحرير صحيفة (الرأي العام) آنذاك، وقد روّجت لمادة تلك الرحلة بصور العروس الكوبية.. وغير تلك الرحلات كثير. صديقي (حجر) قال لي ذات يوم إنه معجب بتلك الرحلات، خاصة المواد الصحفية المرتبطة بنشر صور زوجات أجنبيات، وحسبت أنه يمزح إلى أن كنا ذات يوم في الشقيقة سوريا نلبي دعوة كريمة من وزارة السياحة لنشارك في مهرجان طريق الحرير، وكان إلى جانبي وصديقي (حجر) الأستاذان خالد ساتي الصحفي المعروف ممثلاً للوطن وعبادي محجوب المخرج التلفزيوني المعروف، وكان أحدهما يفكر جدياً في أمر ما هناك ورأيت أن أشغله عن ذلك الأمر بشائعة كاذبة عن نيّة أحد أعضاء الوفد بزيجة تم الترتيب لها، وأن هناك محادثات ومباحثات واتصالات تجري في السر والعلن لإكمال المراسم بأسرع ما يمكن، رغم أن شيئاً من هذا لم يكن قد تم أصلاً، وتمنى وقتها صديقنا (حجر) أن يكون الأمر حقيقة حتى بعد أن كشفنا لبقية الأطراف تفاصيل المؤامرة البريئة قبل عودتنا للسودان. منذ ذلك التاريخ علق الأمر بذاكرة صديقنا (حجر) ليفاجيء أصدقاءه بالنبأ الذي أحسب أنه سيزلزل الأرض تحت أقدامه.. ولكن (الرايحة ما بتسمع الصايحة).. أو كما جاء في الأمثال.