لم أتوقع أن يجد ما كتبناه بالأمس في هذه الزاوية، تحت عنوان (قلب حجر)، لم أتوقع أن يجد رواجاً مثل الذي وجده، ولا تفاعلاً قوياً مع الذين قرأوا المادة وانفعلوا بها ومن ثم تفاعلوا معها.. والمادة -لمن فاتهم الاطلاع- كانت عن حدث اجتماعي خاص لكنه في مقام العام، وهو زواج أحد الأصدقاء للمرة الثانية مع عدم الإشارة لاسمه حتى لا نفسد عليه سعادته وشهر عسله الثاني، وقد أطلقنا على ذلك الصديق اسم (حجر)، وقلنا إنه ربما كان قريباً من اسمه، لكننا لم نوضح إن كان ذلك القرب في النطق أو المعنى أو الرمز. حتى لحظة كتابة هذه المادة بعد موعد صلاة الظهر كنت قد تلقيت -دون مبالغة- أكثر من ثلاثين محادثة أو رسالة هاتفية غير التعليقات المباشرة والتي أتلقاها أول ما أتلقاها من الأخ والصديق الأستاذ علي فقير عبادي المدير المالي والإداري للصحيفة، بحكم مباشرته للعمل في ساعة مبكرة، وبحكم مباشرتي لعملي منذ التاسعة صباحاً. في كثير من الأحيان أجد الأستاذ علي فقير عبادي يضع أمامه دفتر ملاحظاته، ويقول لي إنه تلقى خمس مكالمات صباحية من «زيد» و«عمرو» وغيرهما وينقل لي تعليقات أصدقائه المتابعين للصحيفة، أو أجده جالساً يطالع «آخر لحظة» وأمامه بقية الصحف في انتظار أن يقلب صفحاتها، وقراءة الصحف -كلها- لمن يعملون في مجال العمل الصحفي تصبح عادة يومية يصعب الفكاك منها.. وقد قابلني يوم أمس بابتسامة عريضة يندر أن ترتسم على شفتيه إلا إذا تجاوزت نسبة توزيع الصحيفة الخمسة والثمانين بالمائة.. قابلني يوم أمس ب(ابتسامة التوزيع) وقال لي: «الليلة الجريدة تمام.. والأيام الفاتت دي كلها الجريدة تمام وما شاء الله»، ثم صمت ليواصل: «موضوعك الليلة عجيب خلى الأخيرة حاجة تانية». سعدتُ قطعاً بتلك الإشادة -غير المتوقعة- بموضوع حسبت أنه قد لا يجد صدى كبيراً لدى القراء، لكنني تلقيت أول محادثة حول الموضوع من سعادة السيد الفاضل اللواء بابكر عبد الرحيم القيادي المايوي المعروف لينفتح باب الهواتف والرسائل الهاتفية، وكان أكثر المتصلين -حتى لا أظلمهم جميعاً- يحاولون معرفة من يكون (حجر).. وقد نجح واحد فقط في معرفته، بينما تلقيت رسالة من العريس (حجر) جاء فيها: «قرأت ما سطره قلمك الرائع عن الحجر ولم أجد الصحيفة في السوق، تحياتي صديقي العزيز وشكراً عقبال لزميلنا خالد ساتي السوري» ثم وضع اسمه في آخر الرسالة. أما الرسالة التي أشرنا إليها وذكرنا أن صاحبها هو الوحيد الذي عرف شخصية العريس (حجر)، فقد جاءتنا من الكاتب والشاعر الكبير (علي أتبرا)، وقد جاء نصها كما يلي: «يا أستاذ.. صديقك (حجر) هو صديقي (فلان) وربنا يستر عليه من بنات الأشجار (العصي) ورمي الحجار.. والزيت الحار.. و.. قول يا ستار». ونرجو أن تمر عاصفة الزواج الثاني -غير المعلن رسمياً حتى الآن- لصديقنا (حجر) مرور (الهبباي) على أسوأ تقدير، ولا تأتي عليه مثل (تسونامي) اليابان أو فيضانات المسيسيبي في أمريكا.. أو حتى القاش في كسلا.