عزيزي الغالي... يا عشقي القديم...وعشقي الابدي.. يا من كبرت احلامي معك.. وماتت طموحاتي فيك.. يا من كنت دائماً اسماً على لساننا في كل الفصول... نحن جند الله جند الوطن.. بلدي الحبيب... كيف أنت؟ ماذا تحس؟ وكل تلك الجروحات في كيانك الغالي.. ما مدى حزنك.. وأيادي الغادرين تمتد اليك خلسة لتنهش من روحك.. وأنت تنظر الى أبنائك يتقاتلون.. ويتناحرون.. من اجد أمجاد شخصية وبطولات وهمية.. سموها هم... يا وطني.. أنت غني بما حباك الله.. وليس هناك من يعارض.. ولكن كيف..؟ ومتى..؟ نستطيع أن ننعم.. وننهل من خيراتك.. وكل يوم تزداد الحياة صعوبة.. وكل يوم يمضي يزيد من همومك.. وهمومنا.. يا وطني.. أطرافك الممتدة.. المجروحة تئن.. وأرضك الغالية مازالت تنزف... وزرعك يسقى من عرق المتعبين والمرهقين.. ومازال وجع الحاجة يؤرق مضجع شعبك.. ومازالت خيراتك بعيدة المنال... يا وطني ... كل الفصول تمر عليك.. وأنت كما أنت.. رغم كل الجهود.. تعطي.. تصبر.. رغم كل الحروجات مازلت تزحف بنا زحفاً.. نحو مستقبل مجهول.. الى طريق اللانهاية.. وأنت تحمل كل جراحاتك وجراحاتنا.. وجسدك المنهك يلهث.. من التعب.. من الألم .. من الغدر... يامن تجلسون.. على سروج المقدمة.. يا من تقودون.. هذا الجسد المتهالك.. أنظروا اليه.. طببوه.. ارفعوا عنه هذا الثقل.. أحملوا معه الهموم.. أرحموا أولاده.. ادعموا شبابه... أنسوا خلافاتكم.. وأحزابك.. نادوا باسمه.. لا باسم المصلحة.. ولا باسم المنفعة... بل باسم الوطن.. ولأجل الوطن.. ومن أجل التغيير.. التغيير فرصة لدماء جديدة.. لآراء جديدة.. لرؤية جديدة... ومعاً نداوي جروح الوطن.. ونحصنه من كل دخيل.. عميل.. متآمر.. معاً من أجل سودان العزة والرفعة والكرامة.. يا وطني لك حبي.. وتقديري... ومواساتي.