- الغدة الدرقية من الغدد الصماء التي تفرز هرمونات مباشرة في الدم وتقع في الجزء الأمامي من العنق أمام القصبة الهوائية، وهي من أهم الغدد في جسم الإنسان، كما أن كمية الدم التي تمر بها كثيرة وتوجد على جانبيها أعصاب مسؤولة عن حركة الحبال الصوتية، فعند حدوث أي خطأ جراحي يمكن أن يتأثر صوت المريض وقد يفقده تماماً. - لعل الجميع قد سمع عن بعض الصفات الشائعة لأمراض الغدة الدرقية، فمنهم من تم تشخيصه على أنه زيادة في النشاط، والبعض الآخر خمول، بالإضافة للبعض الذي قد يصاب بسرطان الغدة الدرقية. ü الغدة الدرقية النشطة: نشطة المقصود بها زيادة في كمية هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى زيادة في عمليات البناء والهدم في أنسجة الجسم، يعني كل أجهزة الجسم تحدث بها زيادة في معدلات النشاط عن المعدل الطبيعي ويصاحبه تضخم في حجم الغدة مما ينتج عنه بعض الأعراض في الجسم مثل: 1. ارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم وزيادة التعرق. 2. ازدياد عدد ضربات القلب. 3. نقص الوزن بالرغم من زيادة الشهية. 4. الإسهال وزيادة في حركة الأمعاء. 5. فقدان كتلة العضلات. 6. الأرق وعدم النوم. 7. نمو الأظافر بسرعة وتساقط الشعر. 8. عدم انتظام الدورة الشهرية عند الإناث وقلة كميتها وتكرارها. 9. تورم الساقين مع صعوبة في التنفس والآلام في الصدر. 10. العصبية والهيجان والصداع وصعوبة النوم. 11. ضعف العضلات مع الرعشة عند فرد أصابع اليدين. 12. قد يكون هناك جحوظ للعينين «انسحاب وارتفاع الجفن العلوي وألم واحمرار في العيون في حالة معينة». 13. الإحساس بحرارة الجو «عدم تحمل سخونة الطقس». ü الأسباب: قد يكون السبب عدة عوامل أهمها مرض «قريفز» وهو يحدث نتيجة لاختلال المناعة الذاتية، حيث تكون هناك أجسام مضادة تعمل على تحفيز الغدة الدرقية لإطلاق هرموناتها وبالتالي زيادة النشاط، بالإضافة للتكيسات الدرقية والأورام سواء كانت سرطانية أو غير ذلك، كما أن التهاب الغدة الدرقية وإصابتها ببعض الفيروسات قد يسبب أيضاً زيادة مؤقتة في إفراز الهرمونات. ü الغدة الدرقية الخاملة: - في هذه الحالة يكون إفراز الغدة الدرقية أقل من المعدل الطبيعي نتيجة لعدة أسباب أهمها: 1. مرض هاشميتو: وهو مرض مناعي يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية كأنها جسم غريب عن الجسم ويؤدي لضمورها، أيضاً إصابة الغدة نتيجة للجراحة أو استخدام اليود المشع أو نقص عنصر اليود، بالإضافة إلى استعمال بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج نشاط الغدة الدرقية والأدوية التي تحتوي على كميات عالية من اليود. معلومة: اليود يوجد بكثرة في الغدة الدرقية، والنقص به يؤدي إلى نقص كمية هرمونات الغدة المنتجة، ونجد بعض المناطق الصحراوية والجبلية لا يتوفر فيها عنصر اليود فيمكن التعويض عنه باستخدام الملح المزود باليود وكذلك تناول المأكولات البحرية مثل الأسماك. ü من الممكن أن يكون الخمول خلقياً وهذا يكتشف عند الولادة حتى لا ينشأ المولود قزماً ومتخلفاً عقلياً. ü أعراض خمول الغدة الدرقية: 1. قد تكون الأعراض غير ملحوظة مثل التعب والخمول والاكتئاب. 2. زيادة في الوزن بالرغم من فقدان الشهية. 3. جفاف الشعر وتقصفه وعدم تحمل البرودة. 4. الإمساك وقلة التركيز وبطء التفكير وضعف الذاكرة. 5. انخفاض في معدل ضربات القلب. 6. انتفاخ حول العين. 7. الجلد قد يكون سميكاً وجافاً مع اختفاء شعر الحواجب من الأطراف الخارجية. 8. ارتفاع الكوليسترول في الدم. 9. عدم انتظام الدورة الشهرية ومشكلة الخصوبة، بالإضافة للإجهاضات المتكررة. 10. ضعف العضلات وعدم القدرة على رفع الأذرع لتسريح الشعر. 11. صعوبة في السمع وخشونة في الصوت «بحة»، أو تقطع في الكلام. ü من الملاحظ أن الأعراض هنا عكس أعراض نشاط الغدة الدرقية، ونجد أن السبب كما ذكرنا نتيجة للعلاج بأدوية نشاط الغدة لفترة طويلة من غير نظام وكشف دوري، فمن الممكن أن يؤدي هذا العلاج لخمول الغدة بعد ذلك. ü التشخيص في حالة نشاط وخمول الغدة الدرقية: 1. من التاريخ المرضي، بالإضافة للأعراض والعلامات على المريض. 2. يتم التشخيص، وذلك بفحص الدم وقياس مستويات الهرمونات المحفزة للغدة الدرقية «TSH»، وهرمونات الغدة الدرقية «T4 , T3»، وكذلك الأجسام المضادة للدرقية. 3. كذلك الفحص بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية إذا كانت غير طبيعية في حجمها وشكلها. 4. إلى غير ذلك من الفحوصات التي توصف على حسب حالة المريض من قبل الطبيب المعالج. العلاج : في حالة نشاط الغدة الدرقية: 1. يهدف العلاج إلى تقليل فرط إفراز هرمونات الغدة الدرقية وذلك ب: أ. الأدوية: هي أدوية مثبطة لعمل الغدة الدرقية، أي أنها تقلل من عمل الغدة الدرقية النشطة وتمنع تصنيعها وإفرازها لهرموناتها. - هذا بالإضافة لبعض الأدوية التي تستعمل كعلاج مساعد للأعراض المصاحبة. ب. اليود المشع في بعض الحالات فقط من مرض قريفز، ويستخدم في مجال التشخيص وكذلك العلاج. ج. الجراحة: وذلك باستئصال جزء من الغدة ويترك الثمن فقط حتى تقوم بإفراز الهرمونات المناسبة ويلجأ لها في حالة عدم الاستجابة للعلاج الدوائي أو هناك بعض الأسباب التي تمنع من تعرض المريض للإشعاع، أو إذا تضخمت الغدة الدرقية وحصل ضغط على القصبة الهوائية «صعوبة التنفس»، أو البلعوم «صعوبة البلع»، أو الأوعية الدموية أو الأعصاب في منطقة العنق. 2. في حالة خمول الغدة الدرقية: - العلاج سهل جداً، وذلك بتعويض النقص في الهرمونات عن الطريق الدوائي في هيئة أقراص وتحدد الجرعة المناسبة لكل مريض على حسب قياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية حتى يصل إلى الجرعة المناسبة، ويجب على المريض ملاحظة الأعراض التي قد تحدث له بعد استخدامه للأدوية المحتوية على الثيروكسين وإخبار طبيبه المعالج بذلك حتى يتم ضبط الجرعة بدقة. - والأهم في العلاج هو المتابعة المستمرة بفحص مستوى الهرمونات كل 6-8 أسابيع ومراجعة الطبيب المعالج. وأخيراً: يمكن الكشف المبكر والوقاية من أمراض الغدة الدرقية بالتالي: 1. عمل مسح وفحص لهرمونات الغدة الدرقية في الدم وخاصة للمواليد في الأسبوع الأول من عمرهم، وبالتالي يمكن اكتشاف أي خلل مبكر، وبذلك ينشأ الطفل معافى وسليماً عقلياً وجسدياً. 2. أهمية استخدام الملح اليودي في الطعام وخاصة لسكان المناطق الصحراوية والجبلية وخاصة أهلنا في غرب السودان، وتناول المأكولات البحرية من أسماك وغيرها لأنها تعمل على تحسين عمل الغدة الدرقية. ونواصل،،،