أعلن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ألا تفاوض ولا شراكة سياسية مع الحركة الشعبية قبل تنفيذها لبند الترتيبات الأمنية طبقاً لاتفاقية السلام الشامل. مشيراً إلى عدم تمييزها من الأحزاب السياسية في حال رغبتها ممارسة نشاطها السياسي وزاد على الحركة أن تعلم بأن لا تفاوض معها إلا بالداخل وأكد البشير أنهم لن يقدموا على شيء يزل الشعب السوداني أو يسمحوا لأحد أن يفعل ما يطأطئ الرؤوس وأضاف البحمّر لينا بندخل أصبعنا في عينو معلناً في ذات الوقت أن الحكومة لن تسمح بأي منبر خارجي بعد اليوم لمعالجة القضايا الداخلية لا في أديس ولا غيره مبيناً أن منبر الدوحة هو آخر منبر خارجي لافتاً النظر إلى أنه سيتوجه للدوحة بالخميس القادم لتوقيع اتّفاق سلام دارفور مؤكداً أنهم سيتعاملون بعد الاتفاق بحسم مع كل متمرد أو خارج عن القانون. وكشف البشير خلال مخاطبته أمس حفل افتتاح كبري الدويم أمام حشود ضخمة خرجت من مدن وقرى وأرياف ولاية النيل الأبيض وهم يحملون أعلام طغى عليها «شكراً صادق الوعد» عن مشاركته في احتفالات إعلان دولة الجنوب غداً السبت مجدداً استعداد حكومته لدعم الجنوب لأجل الحفاظ على أمنه واستقراره بعد أن طالبها بالتزام حدودها باعتبار أن عدم استقرارها يعني نزوح شعبها للشمال محذراً في ذات الوقت حكومة الجنوب والحركة الشعبية من التدخل في شؤون الشمال مؤكداً انهم جاهزون للرد لكنه عاد وقال نسعى لحدود آمنة ومستقرة. وشن البشير هجوماً عنيفاً على الحركة الشعبية بجنوب كردفان على خلفية مهاجمتها للولاية واصفاً خطوتها بالغدر والخيانة مبيناً أنهم حولوا مواطنيها إلى نازحين وقطع بأن القوات المسلحة ستتعامل بحزم ولن تسمح لأي جهة بزعزعة الاستقرار في الولاية. ووجه البشير بتجميع وكهربة المشاريع الزراعية ودعم النازحين القادمين من ولاية أعالي النيل عبر توفير الخدمات الأساسية لهم وامتدح الرئيس الدور الذي قامت به الصين تجاه السودان وموافقتها الإستراتيجية تجاه الدولة. وحيا البشير الذكرى (22) لثورة الإنقاذ الوطني وقال إننا قصدنا ألا نسميها بالتاريخ نوفمبر أو مايو لأن الشعب والوطن وقتها كان يحتاج لإنقاذ حقيقي. وقال إنه عندما زار مدينة الدويم مدينة العلم والنور في أول مرة بدت حزينة مظلمة حيث كانت بخت الرضا عبارة عن خرابة ومنذ ذاك التاريخ قررنا إعادة المدينة سيرتها الأولى. وقال إن ما نقوم به هو رد جزء من دين الدويم على أهل السودان وأشار إلى جامعة بخت الرضا والكهرباء والكبري الذي كان حلماً لأهل المنطقة وكشف عن زيارة أخرى يقوم بها إلى الدويم للاحتفال بسكر النيل الأبيض لتتحول المدينة من (مدينة العلم والنور) إلى (مدينة العلم والنور والصناعة) وأشار إلى أن سكان المنطقة يمثلون النموذج للإنسان السوداني الذي لا يعرف العنصرية ولا الجهوية ولا القبلية وهم الذين نصروا الثورة المهدية التي حررت الشعب السوداني في الوقت الذي كانت الشعوب تخضع للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وقطع البشير بأن حكومته تقف وتدعم مطالب أهل ولاية النيل الأبيض حتى يتم توفير كافة مطالب أهلها من خدمات مياه للإنسان والحيوان وخدمات الصحة والتعليم والزراعة وكشف عن أن الولاية ستكون من الولايات المنتجة للبترول بعد أن أثبتت الاستكشافات وجوده بكميات كبيرة في منطقة (الراوات) وأشاد بمواقف دولة الصين ورئيسها هوجتناو تجاه السودان في كافة القضايا وخاصة التنموية، مشيراً إلى الدعم الذي قدمته الصناديق العربية والدول العربية وحيّا يوسف الشنبلي والي ولاية النيل الأبيض المواقف البطولية للرئيس البشير وقال إن كل الذين يجلسون على كراسي الحكم في العالم ما ذكر أمريكا وإلا وتحركت أرجلهم من تحت كراسيهم إلا الرئيس البشير القابض على جمر القضية السائر على درب الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض الوطن التي أنبتت سلاماً تحقق بين الشمال والجنوب وأشار الشنبلي إلى المشروعات الحلم الذي قال إنه تحقق بفضل جهود قيادة البشير الرشيدة الذي كلما وعد أوفى لأن عهدنا بك الوفاء كاشفاً عن المشاريع التي افتتحت والمتمثلة في كبري الدويم بطول كيلومتر وعرض 13 متراً ومحطة كهرباء مشكور التحويلية وقسم الطواريء والإصابات بمستشفى الدويم ومجمع إدارة بخت الرضا ومحطة توزيع كهرباء الدويم عن طريق الكوابل وقسم شرطة المرور ومحطة البث الإذاعي والتلفزيوني وأشار إلى محطات المياه في المدن كوستي وربك مبيناً البدء في تنفيذ مياه الريف بعدد (600) بئر إلى جانب ما تقوم به إدارة السدود بحفر السدود والحفائر وقطع الشنبلي بأن ولايته ستكون سداً منيعاً وحماية للحدود من أي اعتداء محتمل فيما قال معتمد الدويم صلاح علي فراج إن مواطني محليته يجددون البيعة لرئيس الجمهورية ويطالبون بتطبيق الشريعة ولا يرضون لها بديلاً موضحاً أنهم جاهزون ورهن إشارة البشير وشملت الفرحة حتى الذين غابوا عن الاحتفال فبعث رجل الأعمال المعروف التجاني محمد إبراهيم ببرقية للرئيس ولأهل الدويم التقطتها يد رئيس التحرير الأستاذ مصطفى أبو العزائم من يد الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية وهاهي (آخر لحظة) تنشر نصها: الأخ المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والأخ يوسف أحمد محمد نور الشنبلي والي النيل الأبيض والدكتور صلاح علي فراج معتمد محلية الدويم والأهل والعشيرة: الغبطة تملأ جوانحي والفرح يغمر قلبي ووجداني، وأنتم تحتفلون بالحدث التاريخي العظيم: جسر الدويم - فهو الأمل الذي أصبح واقعاً ملموساً، وحقيقة مضيئة إنه جسر الطموح... جسر التفاؤل. كان بودي أن أكون حاضراً بينكم ولكن ظرفاً حال دون تحقيق أمنيتي وأنا خارج أرض الوطن العزيز. فمعذرة. كنت أتوق وأتطلع للعبور معك أخي الرئيس وأهلي وعشيرتي هذا الجسر العظيم - أمل مسقط رأسي - فلتهنأ محليتنا بهدية راعي الأمة لمدينة العلم والنور والإبداع. وسأواصل بذل الجهد وسكب العرق من أجل تحقيق حلمنا وهدفنا الثاني: الطريق الغربي - أمل التنمية ومصدر الاستقرار. وكانت حكومة النيل الأبيض قد كرمت الرئيس البشير ووزير الطرق والجسور عبد الوهاب محمد عثمان بمنحهما مجسم لكوبري الدويم من الذهب الخالص.