واليوم نحن في ديار شاعر الشعب محجوب شريف.. وما أن تأتي ذكرى.. أو فقط اسم محجوب الشريف.. حتى تتدفق صور الأناشيد الثورية.. تخفق أعلام الحق ويجلجل في الفضاء صوت الشعب.. وتزحم الأفق قبضات الشعب.. وتصطخب سماء الدنيا بهدير الشعب.. هذا الرجل كان وسيظل بأمر الشعب.. هو ضمير الأمة وحادي ركب الثوار وهو ينشد عبر الحناجر الطروبة.. وتلك الهادرة.. بروائع الكلم.. وباهي الصور.. وبديع الألحان.. التي تصور في نصاعة وجلاء.. وهج المعارك البطولية التي يخوضها الشعب.. عند كل طغيان.. عند كل عسف.. عند كل قهر.. ولكن.. اليوم نرتاد ركناً قصياً في حديقة محجوب المزهرة.. العشبية الخضراء اليوم.. نرتاح ونتكيء على جزع شجرة ورافة الظلال في رياضه الفاتنة.. اليوم نتيه ولا نتوه في الغناء للحبيبة.. اليوم نسمع ونستمع إلى الوجه الآخر من محجوب.. وهو يغني للحب والصبابة والمرأة.. والحبيبة.. نعم إن محجوب قد مزج الحبيبة بالوطن.. كأن الغناء للحبيبة.. هو غناء للوطن.. تزخر فيه بديع الصور وباهي الكلمات.. اليوم ندير «أسطوانة» شديدة الإبهار كتبها الرائع محجوب.. من تجاويف صدره وكامل عقله.. وشاسع روحه.. كساها الإمبراطور وردي بل خاط لها فستاناً من بدائع الورود وبهيج الأزهار.. اليوم نصغي في متعة.. بل نحلق في خفة طير طليق.. في سماوات الإبداع لنرهف السمع إلى.. جميلة ومستحيلة.. يا جميله .. ومستحيله انت دايماً زي سحابه الريح تعجّل بي رحيلها عيوني في الدمعات وحيله اسمحيلا تشوف عيونك.. اسمحيلا أنا لا الصبر قادر عليّ.. ولا عندي حيله يامراسي الشوق تعالي لا الليالي تمر بدونك هي الليالي من ضواحي الدنيا جيت.. وعليْ رحالي لمداين فوق عيونك يا محالي ريّحيني.. أسُتْري حالي فرحيني عيوني في الدمعات وحيله أنا لا الصبر قادر عَلَىْ.. ولا عندي حيله حدّثت عنك نجمة جاره وزرعت اسمك.. حارة حارة في مناديل العذارى في مشاوير الحيارى في لحى الأشجار كتبتو.. نحتو في صم الحجارة وبحت للشمس البتقدل.. في مدارها عيوني في الدمعات وحيله اسمحيلا تشوف عيونك اسمحيلا أنا لا الصبر قادر عَلَىْ ولا عندي حيله وأنتِ منك لا بداية.. عرفت لسّه ولا نهايه مرة أسرح.. ومرة أفرح.. ومرة تغلبني القرايه ولّمن أكتبلك وداعاً.. قلبي ينزف في الدواية يا صبيّة.. الريح ورايا خلي من حضنك ضرايا عيوني في الدمعات وحيله اسمحيلا تشوف عيونك اسمحيلا أنا لا الصبر قادر علىْ.. ولا عندي حيله