خرج المريخ من دور نصف النهائي لبطولة سيكافا، وهذا أمر يحدث بشكل معتاد في بطولات أخرى للعبة كرة القدم، وليس هناك جديد. وقد أتت ردة فعل الإعلام المريخي والجمهور بقدر لا يتساوى مع عادية الخروج خاصة إن كان الخروج عبر بوابة ركلات الحظ الترجيحية، وكان أيضاً من الممكن الوصول إلى النهائي! ردة الفعل قاسية جدًا، لدرجة أن هناك أقلاماً كتبت تنادي بعدم خروج المريخ مرة أخرى للعب خارج الحدود، وعدم تلبية الدعوة المقدمة للفريق للمشاركة بالدورة الرمضانية المقامة بالسعودية إبان شهر رمضان! ويبدو أن المستوى غير المرضي الذي ظهر به لاعبو المريخ في بداية مباريات سيكافا خلق نوعاً من السخط الذي تحول إلى خوف من ظهور المريخ بالمحافل الخارجية! وهذا أمر خاطئ بكل تأكيد، فإن أعدنا الأمر إلى أصله نجد أن ثمة عوامل قادت لخروج المريخ من الدور نصف النهائي لبطولة سيكافا التي كان المريخ برغم كل شيء من أفضل فرق البطولة! هناك عوامل بعيدة جدًا لا توضع في الحسبان مع تقادم الأيام، مثل عامل الانسجام ..ونعني الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد، وبين اللاعبين أنفسهم والإدارة الفنية الجديدة من ناحية أخرى مثل كل الأعوام السابقة، دخلت التشكيلة المريخية عناصر جديدة لم تكن موجودة في الموسم الماضي، ولهذا أثر ممتد حتى نهاية الموسم الحالي، والموسم المقبل إن تواصل ذات المسلسل. كذلك التغيير المستمر على مستوى الإدارة الفنية، حيث يعاني المريخ من عدم استقرار الأجهزة الفنية لأسباب تخرج عن إرادة المجالس المريخية المتعاقبة فيجدون أنفسهم أمام تيارات تغيير لا تنتهي، ونتوقع أن يشهد هذا الملف تغييراً آخر عقب عودة الفريق من بطولة سيكافا!! وعدم الانسجام بين عناصر الفريق حتما يقود إلى ظهور الكثير من الثغرات الفنية، وهو ما يعانيه المريخ الآن دفاعاً، ووسطاً، وهجوماً حيث لا يعرف للمريخ تشكيل أو عظم أساسي يستمر لعامين متتاليين على أسوأ الفروض! وتظهر هذه التشوهات عند فقدان الفريق لفرص الظهور الجيد عبر البطولات، وبكل اسف تتم المعالجة بذات الأسلوب، وهو أسلوب الإحلال والإبدال ليتواصل المسلسل الممل وكذلك الخروج المتكرر من البطولات المحلية والخارجية! حتى الإحلال والإبدال لا يتم وفق رؤى فنية دقيقة ومتابعات مستمرة إنما يأتي هكذا..حسب وجهة نظر نفر بعينهم ثبت على مدى تأريخ وجودهم بالمريخ أنهم أصحاب نظرة فنية ضعيفة! الرأي عندي..هو أن نترك الفريق الحالي يلعب متى أتيحت له فرصة الظهور خارجياً، على أن يصاحب ذلك عمل على المديين البعيد والقريب، وبعدها ننتظر البطولات! على المدى القريب ..علينا بالصبر على العناصر الحالية، سيما وأن القادم يحمل معه عودة عناصر تمنح الفرقة الحمراء بعض القوة التي افتقدتها إبان أيام سيكافا! عودة سفاري، وتعافي باسكال، وارتفاع مستوى بلة جابر يعني أن نصف القوة الدفاعية ستعود وتحل أزمة الدفاع لحين الوصول إلى ديسمبر من أجل تدعيم خط الظهر! كما أن ارتفاع مردود ساكواها خلال سيكافا، وإقتراب وارغو من العودة إلى مستواه الرفيع ودخول أديكو أجواء اللعب مرة أخرى، يعني إضافة هجومية طيبة يمكن أن تقود المريخ في النصف الثاني للممتاز بجانب العناصر الأخرى! أما على المدى البعيد فيجب التفكير مبكرًا في التدعيم، دفاعاً وعلى مستوى صناعة اللعب والأطراف ومحور الوسط بجانب حراسة المرمى في حال ذهاب الحضري الوشيك! كذلك بحث أمر الإدارة الفنية إما باستمرار البدري، أو حضور آخر يكون فيه الحل الأخير لهذه المعضلة! ولنا عودة مرة أخرى غدًا لذات الموضوع!