ميزانية الخريف.. البنية التحتية إذا لم تكن قائمة على أساس قوي ومتين، (أكيد كل ما يجئ خريف لازم نجتمع ونصدر قرارات ونحدد التكلفة، وتظهر الموازنة والميزانية إلى أن نرصد مبلغاً لدعم الخريف..الفصل الوحيد في العالم الذي يكلف الحكومة، وترصد له الميزانيات هو الخريف في السودان، نخاف الخريف تارة لأنه مرتبط بالكوارث بشكل مباشر، وبحيرة الرجاء والطلب بشكل آخر.. (يارب تنزل المطرة عشان تبرد الجو، ويارب ما تنزل المطرة عشان ما تبهدل الشوارع) وبين تبرد وتبهدل قصص وحكايات، وتصل المرحلة لجهجهة المطرة تنزل ولا ما تنزل. هذا الفصل وبتركيب الكون الرباني شهر من الشهور الخيرة في بلدنا، والخريف ما عنده ذنب، وإذا تأخر تتوالى صلوات الاستسقاء والدعاء لرب العالمين لهطولها، ولكننا نخاف أن تضيع المتعة بالجو الجميل من غول الشوارع التالفة، المطرة جميلة لكن الشارع الفلاني(حيتقفل وتاني ما حنقدر نمشي بيه)، والمجاري في أي شارع تطفح، ويختلط الحابل بالنابل، وتخرج المياه ممزوجة بأشياء وأشياء، ويعاني الإنسان من الخوف الشديد من المجهول، وتضيع لحظة المتعة يا سادة ويا والي الخرطوم السابق أو الحالي، فكل ولاة بلادي مسؤولون وراحة الموطن أكبر همهم، نريد حلاً جذرياً لكوارث الخريف، فالعاصمة المثلثة تصرخ شوارعها آلاماً من كوارث الخريف، فمجاريها مفتوحة مؤقتة كانت أم دائمة، ما هي إلا كالشرك المنصوب للمارة، ولعجلات السيارات، وكثيراً لكبار السن، الذين لا يركزون على أي أرض يسيرون. ويتوالد الباعوض ولا تتصرف المياه، وبعد أيام تراها وبقدرة قادر أصبحت خضراء اللون، اللون الأخضر جميل في كل الأحوال.. في هذة الحالة وإن دل على شئ فهو يدل على مدى الإهمال وعدم الاهتمام، ولا تصريف ولا صرف لهذه المياه. يا ولاة الأمر شوارعنا من أخطر الشوارع، فهي مليئة بالحفر والمجاري المرئية وغير المرئية، وحوادث سقوط الإنسان والسيارات في هذه المجاري، أصبح من أقبح الحوادث، ومن أكثر الدلائل على مدى سوء حال المواطن وعدم المبالاة بحياته أو صحته. يا ولاة الأمر ليس رصد المليارات هو القصة أو الحكاية.. ومواجهة الخريف هو الموضوع وحل المشكلة من الجذور، وتعميم الحل والبنية التحتية. ذهبت أحداهن إلى زيارة الأهل في الشمالية، وفي المساء وظلام المكان الدامس طلبت من أصحاب المنزل أن يرافقوها والفانوس كما يسمونه، وإذا بالحبوبة ترفع رأسها وكأنها تستعد للنوم مرة أخرى.. (يابتي أمشي ساي رافعة رأسك هنا كمان زي شوارع الخرطوم، تمشي ورأسك في الواطة لتلقي ليك مصيبة تبلعك).