يوم أمس أنشطر الوطن إلى قسمين، وأعلنت دولة جنوب السودان ورفع علم الدولة الوليدة، وأنزل علم السودان، وإن في الحلق غصة وألماً على فراق الإخوه الجنوبيين، ولغياب الأبنوسي في أرض الشمال التى احتضنته ردحاً من الزمان، وبعد ذلك سيكون السفر إلى جوبا عبر الجواز والتأشيرات، لعن الله السياسة التى قسمت الوطن وغيرت ملامح الخريطة السودانية التي حفظناها عن ظهر قلب بشكلها الجميل بكل تعرجاتها وبكل أنهارها ومنحدراتها.. لكن نقول هذا صار أمراً واقعاً فلا داعي للبكاء على الأطلال، لابد أن نتعايش مع الواقع الجديد، فجنوب السودان صار دولة وهذا ما اختاره الجنوبيون بمحض إرادتهم، فقد اختاروا الانفصال (أو الطلاق) عن الشمال ليعيشوا وحدهم، مكونين دولتهم الجديد التى اختاروا لها اسم (دولة جنوب السودان).. فلهم ما أرادوا، لنكن دولتين جارتين متعاونتين لنشر السلام والتعاون الاقتصادي وحفظ حقوق الآخر وصون كرامة البلدين، ولتعش الشعوب متحابة ولننسَ مرارات وأحقاد الماضي ولنفتح صفحة جديدة يملؤها الحب والوئام حتى نبني الوطنين ويكونان من خيرة بلدان العالم.. وليحافظ كل منا على الآخر ولتعمل الدولتان على حفظ سيادة البلدين ولتبعد أمور السياسة الملتوية حتى يعيش الناس في أمان، لأننا كرهنا وسئمنا الحرب والاقتتال ونزيف الدماء.. فمن منا لا يحب السلام والعيش في أمان.. نريد لوطننا الحبيب التقدم والازدهار.. فعلى دولتنا في الشمال أن تسعى جاهدة ولنتكاتف جميعاً لنبني وطننا ونرتقي به ونضمد الجروح في أطرافه حتى يكون متماسكاً وقوياً، متقدماً زاهراً ومتطوراً ويكون في مصاف الدول.. حفظك الله وطني الحبيب.