اقرت المفوضية الخاصة بمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية برنامجاً خاصاً للعمل من أجل جعل خيار الوحدة جاذبة تتويجاً للتعايش الذي مارسه اهل السودان طيلة السنوات الماضية وكنتيجة للتقبل الذي حدث للجنوبيين في الشمال، وطالبت بضرورة منح الاخلاق فرصة لكي تستقر حتى لا ينقسم السودان الى دولتين. وطالب عضو المفوضية الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري أن تعطي السياسة فرصة للاخلاق لكي تستقر والا تقود السياسة لتقسيم السودان لدولتين وقال (نريد للجنوبيين الذين وجدوا الطمأنينة في الشمال ان يجدوا الحرية في عملية الاستفتاء حول خياري الوحدة أو الانفصال، مشيراً الى أن المفوضية اقرت برنامجاً يشتمل على حوارات فكرية وخدمات اجتماعية واتصال ونشرات من اجل تنوير المواطنين الجنوبيين في شمال السودان بعملية الاستفتاء باعتبار أن هذه العملية تحتاج لمثل هذه الاعمال. واكد الكاروري انه ليس صحيحاً القول بأن الناس لم تعمل من اجل جعل خيار الوحدة جاذباً وقال اننا عملياً كنا في وحدة متعايشين وان التصويت في الاستفتاء هو عمل سياسي اما اجتماعياً فإن الجنوبيين والشماليين في تعايش مستمر، مؤكداً انه لا يوجد بلد في العالم جرى فيه استفتاء قاد الى الانفصال وان هنالك بلداناً حضارية مثل كندا التي جرى فيها استفتاء حول مقاطعة كويبك التي تعاني من مشاكل فإن 51% صوتوا لخيار الوحدة مبيناً أن الانقسام دليل ضعف الدولة، مؤكداً أن الخطاب الرسمي في الولاياتالمتحدةالامريكية كأكبر دولة هو حالة الاتحاد وانها تحتاج لأن ترعى اتحادها حتى تظل متوحدة داعياً دول العالم لدعم السودان حتى يكون دولة قوية وموحدة ومؤهلة ودولة عظمى وقال (اننا في السودان لا نحتاج لانقسام من اجل ان نتعايش رغم التباين الديني والعرقي) مشيراً الى أن المفوضية تراعي التباين في الاديان وأن العبقرية ان تتعايش رغم التباين، موضحاً ان المسيح عليه السلام قال اذا انت احببت من تحب لا يكون لك فضل ولكن الفضل لك عندما تحب شخصاً يختلف عنك فهذا هو فضل الاخلاص. من جانبه اوضح القس سمير بولس ادريس ان العلاقات الدينية بين المواطنين في السودان مترابطة ولا يوجد ما يؤدي الى الاختلافات الدينية بين المسلمين والمسيحيين وأن هناك تعايشاً دينياً قويا ولم نشاهد أية نزاعات دينية في السودان تؤدي للانقسام، مؤكداً أن السودانيين جميعاً متواصلون اجتماعياً في كافة مناحي الحياة، فيما أكد القس توت كونج هذا التعايش وقال ان السودانيين على المستوى القاعدي مترابطون ومتحابون ومشاركون في الافراح والاتراح واستدل على ذلك عندما اندلعت الحرب في الجنوب فإن معظم المواطنين الجنوبيين نزحوا الى شمال السودان حيث وجدوا الامن والترحاب والاخاء في الشمال مشيراً الى أن المفوضية نفذت برامج اجتماعية من خلال تدريب نزيلات بسجن ام درمان بدعم من ديوان الزكاة وعقد دورة تدريبية لعدد 30 شابا و30 شابة من الجنوبيين في جبل اولياء في مجال صناعة الاسماك وحفظها وقال ان كل هذه البرامج تصب في اطار جعل الوحدة خياراً جاذباً. نقلاً عن صحيفة السوداني السودانية 13/7/2010م