هاتفني صاحبي وهو يكركر من الضحك أن نظام ألقذافي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة أعترف بدولة جنوب السودان ، قلت لصاحبي أظنها شائعة لكن دعاني إلى مطالعة ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية ، وبعد أن تيقنت من الخبر قلت لصاحبي أن على الشعب السوداني جميعا أن يحمد الله ويقيم صلاة الشكر لان نظام ألقذافي قاتلة الله إن كان فيه رمق فإن الرجل المعتوه كان سوف يكون شوكة حوت بين الشمال والجنوب ويؤجج الصراعات ، اقسم بالله أن هذه هي الحقيقة ولكن الحمد لله فإن الرجل ونظامه في طريقهم إلى الزوال ولن يلحق لتحقيق ما في نفسه المريضة ، المهم على ذكر الشائعة ،أقطع لساني السليط من جذوره إننا سنعيش في معمعة من الشائعات الجميلة بعد انفصال الوطن ، لحظة من فضلكم ، بعض الشائعات ستكون موظفة من قبل الحكومة ذات نفسها والبعض الآخر من أصحابنا المناوئين لها ونوع ثالث يطلقه الناس الغلابا زي حالاتي ، وطبعا لكل فريق من مطلقي الشائعات أغرض في نفوسهم ، وحتى تكتمل الناقصة في الوطن المنقوص أو ( المنغص ) عليه ، يتوجب على الشعب السوداني الهمام إطلاق مشروع استثماري لتصنيع مكائن الشائعات ، بشرط أن يكون الفريق الهندسي الذي يقوم بتصنيع الماكينة ضالع في كيفية تفريخ الشائعة ونشرها وسيتم منح هؤلاء براءة الاختراع على هذا المشروع الإنساني والاستثماري الكبير ومن يمتلك مقومات التصنيع والاكتشاف عليه الاتصال بالعبد لله رأسا دون تمرير رغبته بواسطة شائعة من العيار الثقيل ، بالمناسبة طالما إننا سادة في تفريخ الشائعات بنت الذين ، يمكننا ببساطة أن نصدر إلى الدول الشقيقة ودول الجوار كميات هائلة من مكائن تصدير الشائعات ، أقول قولي هذا لأن كافة الظروف مهيأة لمثل هذه الصناعة الجميلة وبحمد الله فإن معظم الشائعات التي في الطريق ستكون لها نكهة تغري أي إنسان لكي يأكلها أقصد ينشرها خصوصا وان جسد الوطن مترع بالأزمات والتداعيات المرتبطة بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية بل وازديكم من المعلومة بيت بالأخلاقية ، أقول قولي هذا وأنا أتلفت خوفا من أن يرميني أحدكم بطوبة أو بلوك اسمنت ، بالمناسبة لم تعد الشائعة تنطلق من مجالس بيوت العزاء أو وسوسة الخالات على رشفات شاي الضحى وإنما أصبح الهاتف الجوال ، ومنتديات الانترنت خير وسيلة لنقل الشائعة السودانية ، ومن محاسن المشهد السوداني أنه في كل يوم تظهر شائعة سرعان ما تتناقلها الألسن وبعد وفاتها إلى رحمة الله يستنسخ الفرسان شائعة أخرى وهكذا نظل نعيش على صفيح ساخن المهم إذا تمكنا من تصنيع مكائن للشائعات سوف نساهم في خفض حجم البطالة في السودان باستقطاب مئات الألوف للعمل في مصانع الشائعات وبالتالي تكون الشائعة أسدت جميلا للشعب السوداني النبيل ، ولكن المهم أن تبادر الحكومة بين الحين والآخر لإطلاق شائعات من بيت الكلاوي ، شائعات تكون مغرضة ولله في خلقه شئون .