لا تمر هذه الأيام بحي من الأحياء إلا وتاتيك رائحة (الحلو مر) المميزة الصاعدة من المنازل هذا المشروب الذي تميز به السودان عن الدول الأخرى وهو رئيسي في شهر رمضان المعظم فالحلو مر (أو الأبري) كما يحلو لسكان الريف تسميته في السنوات الماضية بدأت صناعته تتضاءل إن لم تندثر حيث كان في السابق يبدأ التجهيز له منذ شهر رجب.. (آخرلحظة) حاولت أن تتعرف من بعض الأسر كيف تصنعة ؟هل مازالت تصنعه في المنازل؟ أم تشتري من السوق؟ فاطمة عيسى ربة منزل قالت إنه لا غنى عن الحلو مر في شهر رمضان فأنا أبدأ التجهيز له منذ شهرين بتحضير (الزريعة) وفي الحي هناك ما يسمى الفزع من النساء حيث يجتمعن كل يوم في منزل يساعدن صاحبته على صناعته وأنا لي بنات وأبناء أصنعه بكمية كبيرة لكي أوزع عليهم بالرغم من أنه أصبح مكلفاً لكن لا غنى عنه. أميرة عبدالصادق موظفة بإحدى المؤسسات أكدت أن الحلو مر مشروب رئيسي في المائدة الرمضانية إلا أنني بحكم وظيفتي وتعقيد صناعته لا أستطيع أن أصنعه في المنزل لذا أنا منذ ثلاث سنوات اشتري من السوق وأصبحت زبونة لدى إحدى النساء اللائي يصنعنه وهذا العام ارتفع سعره وأصبح سعر الجردل الواحد (75) جنيهاً أي أن الطرقة الواحدة بخمسة جنيهات ولكنني سوف أشتري. عزيزة هارون بائعة (حلو مر) قالت أنا منذ (5) سنوات أصبحت أصنع الحلو مر وأبيعه بل أصبح لي زبائن متخصصين من الموظفين وبعض الأسر التي لها أبناء خارج السودان ولا تستطيع أن تصنعه بل بعض الأسر في الخارج أصبحت ترسل لي لكي أقوم بصناعته وإرساله لها في الخارج، فشهر رمضان أصبح موسماً بالنسبة لي فأنا أجهز له منذ (4) شهور حتى أستطيع أن أغطي زبائني.