بدأت الأغلبية من النساء هذه الأيام في الاستعداد المبكر لاحتياجات رمضان التي على رأسها يأتي عمل الآبري أو ما يعرف ب (الحلو مر) الذي عرفه عن اهل مدينة بربر انهم اول من عرفه وصنعه حيث بدأت رائحته المميزة تفوح من بعض المنازل بالأحياء المختلفة بالعاصمة وعلى الرغم من ان هناك شهر ونصف يفصلنا عن حلول شهر رمضان المعظم الا ان هذا لم يمنع الأسر من عمل (الآبري) حيث كثفت بعض الأسر نشاطها في عمله خاصة تلك الأسر التي لديها أبناء خارج الوطن وأيضاً أولئك الذين يتخذونه مصدر لكسب العيش وذلك من خلال بيعه. هذا ولم يقتصر الاستعداد على عمل الآبري فقط بل أنّ هناك عدداً كبيراً من النساء في أحياء متفرقة من العاصمة بدأن يعملن (صندوق) حاجات رمضان الذي يتضمن الأواني المنزلية والبهارات والسكر، بجانب أشياء أخرى. (آخر لحظة) واستطلعت عدداً من النساء اللائي قمن بعمله، لمعرفة التكلفة، وما يخص عمل الآبري بجانب مدى الاقبال على شرائه فمعاً نطالع ما قالوه. * بدءاً التقينا بالحاجّة، عائشة النعيم، والتي تعمل في مهنة بيع الآبري، قرابة السبعة أعوام، حيث ذكرت قائلة: عمل الحلو مرّ لا يكلف كثيراً من المال، وإنما يحتاج لمجهود وجهد جسماني، خاصة في المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة (العواسة)، وعن المكونات أضافت: يحتاج عمل الآبري إلى (الزّرّيعة) وهي عيش الفتيريتة وكركدي، وبلح، وحلبة، وكمون، وقرنجال، وقرفة، وهبهان، وقليل من الجنزبيل، وطريقة عمل الآبري تعتمد أساساً على (الزرّيعة) وعن الأسعار ذكرت عائشة أن الأسعار لم تختلف كثيراً عن العام السابق، حيث ارتفعت بمعدل خمسة جنيهات، ففي العام الماضي سعر الجردل كان ثلاثين جنيهاً، والآن أصبح بخمسة وثلاثين جنيهاً، وأضافت: هناك إقبال من الأسر المقيمة خارج السودان، حيث يتم إرسالها لهم، ولكن الإقبال الكبير يكون مع بداية شهر شعبان، وعن الكمية التي قامت بعملها قالت حتى الآن قمت بعمل خمسون جردل. ü ومن جهة أخرى ذكرت علوية فتحي (ربّة منزل): أقوم بعمل الحلو مر، في وقت مبكر، نسبة لوجود ثلاثة من أبنائي خارج السودان، واثنين من أشقائي في دول المهجر، وهذا هو ما يدفعني إلى عمله مبكراً، حيث إنهم يقولون لي بأنهم لا يشعرون بأنهم يقضون رمضان في السودان إلا من خلال تحلية صيامهم بشراب عصير الحلو مر، ذي النكهة والرائحة المميزة، كما أن هناك الكثير من أصدقائهم الأجانب يشربون معهم الآبري ويقولون: إنه جميل، وفي رأيي الآبري يميزنا نحن السودانيين، إذ لا يوجد في أية دولة أخرى، فهو من المتوارثات التي يجب المحافظة عليها. ü وهكذا تبقى رائحة الآبري هي سيّدة الموقف هذه الأيام، وهي المعطر الطبيعي للأجواء السودانية حتى حلول رمضان.