لا حديث للمهتمين بالشأن الكروي العام.. وبمنافسات المونديال الذي تجري منافساته على أرض وملاعب جنوب أفريقيا على وجه الخصوص، لا حديث لهم هذه الأيام سوى ما يقال عن تنبؤات الأخطبوط (بول) الذي يعيش في حوض (الحياة البرية) بمدينة (أوبرهاوزن) غربي ألمانيا.. فقد صدقت تنبؤات الأخطبوط العرّاف بنتائج كل مباريات المنتخب الألماني، وكانت آخر تنبؤاته التي أُعلن عنها في بث حي يوم الثلاثاء الماضي هي فوز المنتخب الأسباني على نظيره الألماني.. أما أخطرها فهو تنبؤه بفوز أسبانيا على هولندا في المباراة النهائية لكأس العالم غداً. العالم المهووس بكرة القدم ومحاولة التعرّف على الغيب والمستقبل فوجئ بظهور عرّاف آخر من الطير هو ببغاء موجود في سنغافورة تنبأ بعكس النتيجة التي توقعها الأخطبوط بول، أي فوز هولندا في المباراة النهائية كما أوردت ذلك صحيفة التلغراف البريطانية أمس الجمعة. هذا الهوس بالتكهن ومحاولات التعرّف على المستقبل في قضايا محددة قديم رغم أن كل الكتب المقدّسة تجزم بأن معرفة الغيب خاصية لا يملكها بشر ولا أي من مخلوقات الله الأخرى، وجاء في القرآن الكريم أكثر من آية تؤكد ذلك منها (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو).. الأنعام و(لله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله).. هود و(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يُحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء).. البقرة. وهذا بدوره ينقلنا إلى أن التنبؤ بالمستقبل يقوم على ركيزة من اثنين الأولى هي التكهن بالنتائج بناءً على معطيات محددة، وهو عملية استقراء وتوقع واستنتاج على أسس علمية ورياضية بحتة مبنية على أسس علمية لكنها تحتمل وقوع مفاجآت تربك حسابات المحللين في مجالات السياسة أو المجتمع أو الاقتصاد أو غيرها. أما الركيزة الثانية فهي ما يُعرف بالتنبؤ الإلهامي أو الإيحائي وهو ما يشغل الناس أو أكثرهم وهذا لا يعتمد على أساس علمي بقدر ما يعتمد على ما يزعم العرافون من أنه إلهام خفي. ظهور حيوانات أو طيور أو زواحف في مجال التنبؤ أمر ارتبط بإحساس الحيوان بالخطر ومحاولة تفاديه مثلما يحدث في حالة الزلزال والهزات الأرضية وهذا أمر لا يعرف سره إلا الله سبحانه وتعالى. بالأمس تعرّضت الخرطوم إلى هزة أرضية خفيفة بلغت ثلاث درجات بمقياس ريختر، شعر بها كثير من قاطني الولاية رغم ضعفها وربما أكون من القلة التي لم تشعر بتلك الهزة الخفيفة مع أنني كنت داخل مكاتب الصحيفة في الخرطوم وشعر بها بقية الزملاء.. وهذه مشكلة تستدعي أن أبحث في (درجة الحس) لدي التي أخشى أن تكون قد تبلّدت.. ومع ذلك تمنيت لو أنني كنت أسير في شوارع بعض أحياء الخرطوم الشعبية لأرصد حركة الحيوانات أو نباح الكلاب.. ومع ذلك لست من المؤمنين بما توقعه الأخطبوط بول.. أو الببغاء السنغافوري النكرة، الذي سيصبح نجماً إذا ما تحقق ما تنبأ به.. وقد ذكرتني نبوءة الاثنين ما قال به أحد الدجالين لامرأة تسعى للإنجاب، فقال لها بعد أن أطلق البخور وأتى بتلك الحركات المُضحكة، إنها ستحمل في القريب العاجل وإنها ستنجب حتماً إذا تم الحمل إما ولداً ذكياً أو صبية حسناء..!