للمدن السودانية سحرها وتميزها وخصوصيتها، أم روابة مدينة الرمال الناعمة والمياه الصافية كان المفتش الإنجليزي في كردفان يطلب جلب المياه منها لنقائها وحلاوتها، كذلك اشتهرت بالألبان وجاء اسمها مشتقاً منها، وهو «الروابة» وهي اللبن الرائب.. (آخر لحظة) تجولت في المدينة الهادئة وسوقها العامر بأهله الطيبين وعين الكاميرا رصدت «سوق الروب»، حيث تباع الألبان الواردة من عرب الأرياف ليستخرج منها «الروب» والسمن والجبنة بواسطة (البخسة).. الحاجة زهرة علي قيدوم، بشوشة الوجه من أهل أم روابة الطيبين، تبيع الروب كغيرها من النساء في سوق الروب، حيث يؤمه المواطنون لشرب الروب ترويقة صباحية ذات جرعة غذائية دسمة، والبعض يشتري السمن الصافي لوجبة عصيدة التقلية الشافية.. سألناها عن السوق فقالت إنها تعمل في السوق منذ (15) سنة والحمد لله الرزق على الله والخير وافي.. وفي عينيها كل الرضا بالمقسوم وحولها الجميع ينادي ببضاعته من لبن وروب وكركدي ولالوب وأشياء أخرى!! الحاجة زهرة قالت إن «الروب» يباع بالمعابير من (واحد) جنيه إلى (30)، والماعندو نديهو يفك الريق من الصباح.. فالخير باسط والله رازق.. طمأنينة وإيمان في وجوه هؤلاء الناس الطيبين في تلك المدينة الساحرة ذات الأشجار الوارفة، والتي تشكل لوحات جمالية على طول شوارعها وهي من أشجار النيم التي جلبها الإنجليز أيضاً فكانت ظلالاً وجمالاً. تركنا الحاجة زهرة وسوق الروب وحركة التجارة تمور على طول الطريق الأسفلتي الذي ربط المدن السودانية ببعضها البعض وخلفنا أم روابة والرملة الدقاقة.