وهى تخج السعن تصنع (فرصة) تخرج منها سمناً صافياً وفرصة اخرى تسكت صراخ بطون الاطفال الجائعة بعد طول انتظار. ذات الفعل منذ نحو زمن بعيد تحرص عليه الحاجة (ام بلينة فضل السيد) بقرية الشيخ البشير غرب جبل أولياء فهو نوع من تزجية الوقت وقبل ذلك عمل تقوم به من أجل أبنائها تبيع منه اللبن الرايب (روب) وسمن بلدى يخرج طيعاً بعد عملية خج متواصلة يكون السعن فيها مربوطاً بالشعبة (عمود الراكوبة). (1) الحاجة ام بلينة تعتبر هذا الصنيع جزءاً أصيلاً من وقتها (ويا حلاة ملاح الروب الملايق بالويكة من صنع يديها بعد اضافة البصل اليه وهى ثنائية تكتمل بثالثة هى الكسرة التى تدخل فمك طائعة وهى متحفزة للهضم) . (2) تلك أجواء يحن اليها كل سودانى مغترب اخذته سبل الحياة بعيداً عن دفء القرية والفريق ولمت الاهل ويظل حنينها باقياً طالما كان الاغتراب عن اجوائها . (3) السعن كما هو معروف يصنع من جلد الاغنام ويفضل ان يكون من الماعز الصغيرة . الحاجة ام بلينة تبدأ عملها بعد أن تتوهط في البنبر وسط راكوبتها و تكب اللبن على السعن مع اضافة قليل من الروب (ليصبح الطعم حادقاً) وتبدأ عملية الخج (التحريك) لمدة من الزمن مابين نصف الساعة الى الساعة إلاّ ربعاً. (4) وبعد ذلك يتم من تلك العملية استخراج الروب والغباشة والقشطة التى تتحول الى سمن بعد ان تتعرض لحرارة النار . وللنساء عامة فى السودان خبرة فى هذا التصنيع بل ان عدداً من الاسواق فى ولايات يطلق عليها سوق الروب وتشغله النساء بهذه المنتوجات.