مثل مافي قضية صديقنا وزميلنا (حجر) انفجرت التعليقات والآراء حول موضوع زميلنا وصديقنا الثاني «مسعود»، الذي فكر وقدّر وعاد إلى نفسه سراً فدبّر لعملية «خاصة» يحقق بها نقلة نوعية في حياته، تنقله من رب أسرة واحدة إلى رب أسرتين، شريطة ألا تعلم ربة الأسرة الأولى بالأمر، ولو بعد حين، بعكس ما فعله «حجر» الذي بات معروفاً للقراء والزملاء، والأصدقاء بعد أن كشف عن نفسه واسمه، معلناً عن أن الخطوة التي سبقت زواجه الثاني كانت إخطار الزوجة الأولى وأهلها. «مسعود» يخشى خوض التجربة ب (المكشوف) ورأى أن يكون بيت الأولى في المشرق وبيت الثانية في المغرب، وقد نصحناه من خلال هذه الزاوية بأن يقدم على خطوته تلك بعد إعلان الشريكة الأولى، وحسبنا أن الأمر سينتهي عند ذلك الحد.. ولكن بدأت التعليقات والآراء المكتوبة تجد لها مكاناً على صفحات الصحيفة بين مؤيد ورافض للفكرة، لتبدأ بعد ذلك عدة اتصالات هاتفية أو مباشرة أو مكتوبة حول الموضوع، وهي تجمع على دعم زميلنا «مسعود» في خطوته المصيرية لبناء أسرة جديدة موازية للأسرة القديمة التي وجد فيها الظل والمأوى والطمأنينة والمودة والرحمة والبنين والبنات، حتى أنني اعتبرت كل تلك الاتصالات مظاهرات تأييد ودعم لمشروع «مسعود»، لكنها مظاهرات سرية إذ لا يريد أكثر الذين علّقوا على الأمر أن تظهر أسماؤهم حال التعليق على ما تفتقت عنه أذهانهم من أفكار ومقترحات أو تعليقات، نأمل أن نجد المساحة والوقت الكافي بإذن الله للتعليق عليها. من أوائل الذين اتصلوا علينا معلقين على «مسعود» وقصته التي أقامت دنيا الكثيرين ولم تقعدها حتى كتابة هذه السطور، صديق عزيز، سفير ودبلوماسي كبير، قال إنه ضد رأينا عندما طالبنا «مسعود» بإخطار زوجته وأهلها بالخطوة التي يريد أن يقدم عليها، مشيراً إلى أنه صاحب تجربة، وقال: (أسأل مجرب ما تسأل طبيب)، ثم قال لي إنني «أهرف» بما لا «أعرف»، وإنني في البر، وإن من في البر (عوام).. وحديث طويل ربما أفضل ما فيه أن صاحبكم- كاتب هذه الزاوية- (طبيب) وسعادة السفير (مجرِّب).. ثم روى معاناته الكبرى عندما أراد أن يكون متبعاً للشرع والدين بإخطار «أم العيال» التي زلزلت الأرض تحت أقدامه وأقدام الآخرين مما كلفه ثمناً باهظاً يعاني من آثاره وتكلفته حتى اليوم. عند سماعي لتلك الرواية تذكرت قصة أخ وصديق وزميل عزيز راحل - رحمه الله- كنا وقتها معتقلين داخل زنزانة لا تدخلها الشمس، وليس لنا من سلوى إلا الحديث، فأخطرني ذلك الأخ والصديق الكبير - رحمه الله- بسره الأكبر، وكاشفني بأنه يودُّ الزواج من «فلانه» وهو يعلم مدى قوة علاقتي بأسرته وزوجته وأبنائه، وجدت نفسي اتخذ وضع الناصح الأمين والواعي الأمين، بأن جلست القرفصاء فوق «البرش» الممزق وأقول إنه من الأفضل إخبار أبنائه أولاً ليقوموا هم بعد ذلك بنقل الخبر المخفف لوالدتهم. نظر إلى الرجل نظرة لها ألف معنى وقال:(أنا كلمتك لعلاقتي بيك وبالأسرة ولمعرفتك بالعروس الجديدة.. لكن نصايحك دي احتفظ بيها لي نفسك).. ثم صمت قليلاً ليواصل : ( العايز يعمل انقلاب يفاجئ الناس وما بعلن عنو قبل ما يضمن النجاح). مسلسل صديقنا «مسعود» طويل، وغداً نقف مع رأي أحد منسوبي رئاسة الجمهورية الذي أيّد «مسعود» تأييداً عظيماً، وطالبه بأن يقدم على الخطوة دون إخطار للطرف الآخر.