للغابات أهمية كبرى باعتبارها مورد اقتصادياً بجانب أهميتها بحفظ البيئة وغيرها وخاصة في ظل انفصال الجنوب الذي ذهب بجزء كبير من الغابات مما يتطلب السودان الشمالي الاهتمام بالغابات واعادة الغطاء النباتي. وفي هذا الاطار اقامت الهيئة القومية للغابات لقاء تفاكرياً نهاية الاسبوع الماضي بمبانيها بحضور نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الذي أكد التزام الدولة بالبناء وزيادة الاهتمام بالموارد لدفع بجعلة الاقتصاد لتعويض ما فقدته بانفصال الجنوب واعلن عن تجاوز البلاد خطر التمرد ويبقى ان نقصر الزحف الصحراوي ودعا لنفرة كبرى بالبلاد كما دعم صندوق وأبان ان الهيئة القومية للغابات ستظل جهة اعتبارية . وأكد د. عبد العظيم ميرغني اهمية الغابات وأبراز مزاياها الاقتصادية في كسب العيش ومحاربة الفقر وتوفير السلع ولخدمات ودعا لمعرفة التحديات التي تواجهه الغابات ورصد الدعم المادي والسياسي من اجل استدامتها لصالح الاجيال القادمة. مشيراً إلى زيادة مساحات الغابات المحجوزة خلال 20 عام الماضية حيث قفزت من أقل 3 مليون فدان زيادة المساحة المشجرة سنوياً مما متوسطة 10 الف فدان عام 1989م 200 ألف فدان حالياً وذلك للجهود المبذولة حيث اصبح التشجير يمثل ما بين 40 - 50% من برنامج الاستزراع الكلي المنفذ سنوياً بالبلاد. وكشف د. عبد العظيم ان المساحة التي حجزتها وشجرتها الهيئة لا تمثل سوى خمس الهدف الاستراتيجي المحدد للعجز وعشر معدل التشجير المستهدف لتعويض مساحات الغابات التي تزال سنوياً (مقابل كل 100 شجرة تقطع تعوض 16 شجرة فقط). مما يتطلب توفير الكوادر العاملة بالغابات التي تعاني من نقص شديد في الكادر حيث أن مضى الغابات الواحد عليه الاشراف على ما يزيد عن نصف المليون فدان وهو ضعف مستويات المسؤولية حسب المقايس العالمية في مجال الغابات واستوجب هذا الوضع على الهيئة استيعاب المزيد من خريجي الغابات لسد هذه الفجوة. وأشار إلى هنالك فارقاً ضخماً بين ما يجب انجازه وما تم انجازه لذلك تبنت الهيئة عدد من المبادرات والحلول الاستثنائية حيث تم انشاء صندوق الاستزراع 2.3 مليون فدان هي نسبة 5% و10% من المشاريع المروية على التوالي ليبدأ تنفيذ مشروع بغرس 20 ألف فدان كبداية لهذا العام. لتفادي الخطر المقبل بعد انفصال الجنوب حيث أصبح السودان يصف بالقطر شحيح في الغطاء الغابي مما استوجب وضع خطة عشرية لرفع مساحة الغطاء الغابي للبلاد من نسبة 11% من المساحة الكلية للبلاد بعد الانفصال إلى 20% الا ان لكي يتم تنفذ هذه الخطة يتطلب الأمر توفير الكوادر اللازمة لتنفيذ البرامج وتوفير التمويل اللازم يجب ترفيع لغابات من هيئة ذاتية التمويل إلى هيئة سيادية مدعومة من الدولة وذلك عبر الصندوق القومي للاستزراع الغابي حتى تستطيع الهيئة ممارسة انشطتها وعلى الدولة ان يكون لها الدور الفعال في بث الوعي بين المواطنين والمسؤولين على حد سواء لكي تحد من النظرة القاصرة التي تعتبر الغابات مصدراً للايرادات فقط وتحول دون تدميرها بسبب السياسات التنموية القاصرة لأن السودان في المراحل القادمة يحتاج لكل الموارد الاقتصادية المتوفرة له.