اليوم أمر.. وغداً أمر.. وقد ظل مدادي.. ودموعي تتدفق، وأحياناً مدادي يزهو ويفرح.. وأنا أكتب كل سبت في هذه المساحة بدائع وروائع الأغاني.. وقد ظللت أبداً أجعل عنواني.. بيت شعر من قصيدة معربدة.. سعيدة.. تشيع النور في ظلمات دهر العاشقين.. أو اتعمد في سادية ظلامية متوحشة أن يكون عنوان المقال مقطع شعر من أغنية مكتوبة باللوعة والدموع.. متسربلة بالأسى والحزن العميق والنبيل.. لساناً باكياً لحال.. الخاسرين عشقهم.. ولكن اليوم أمر فقد قررت أن أفرد كل أسبوع.. لبدائع .. وروائع شاعر غنائي واحد.. واليوم استهل وافترع بسحابة مزن كم هطلت وابلاً من كلمات، وأمطرت ابداعاً واشراقاً من حروف.. ولا أجد.. أبدع ولا أروع.. من ذلك الأنيق الرقيق قارورة العطر البهيج، الذي كم ضمخ سماواتنا.. إبداعاً ولحناً وفناً.. إنه الصديق الغالي.. محمد يوسف موسى. وأكاد أقسم.. بل أجزم بأنه ما ينطق اسم محمد يوسف إلا وذهبت القلوب والعقول والأفئدة، وهي تخفق إلى (كلمة) تلك التي .. لامست في كل قلب عاشق وتراً.. واستقرت في تجاويف صدور.. جمهرة غالبية من العشاق.. الرابحين منهم والخاسرين.. أعجبني كثيراً.. محمد يوسف وهو يستعصم في عناد.. وجسارة.. بالرفض المطلق.. والصمت المطبق .. عن الإجابة على السؤال الذي كم دوى في الأفق، والكل يتمنى أن يعرف تلك (الكلمة) التي مست غرور ذاك المحظوظ الذي اعتذر له محمد يوسف.. في شجاعة و«جرسة» ولا كلمات لي غير.. التحريض.. والمناشدة والأمل .. أن يظل أستاذي رافضاً الإجابة.. حتى تظل هذه (الكلمة).. في غموض ومجال ومحال.. سحر ابتسامة «الموناليزا» التي باتت لغزاً مغلقاً على كل متسائل وسؤال.. أحبتي.. لا تتوقفوا.. طويلاً.. ولا تتسمروا في محطة (كلمة).. لأن مطر.. ووابل محمد يوسف.. قد رسم في أفق حياتنا.. روعة ألوان الطيف قوس قزح.. بالله عليكم.. هل سمعتم.. أروع وألوع من «فات الأوان» يا لروعتك يا محمد يوسف.. وياله من فزع.. وخوف.. ترجف منه حتى الجبال.. وأنت تشدو «الله لي عمري الانتهى يوم بقيت أحسب حساب» ويا لنبلك.. وأنت تتوشح برداء الإنسانية البديع... الرفيع الرسيم.. وأمنيات بلا ضفاف أنت تغني.. (عايز أكون) أنا غصن أخضر غصن يرمز للسلام.. تلك أم «حسنك أمر والشوق بحر ما ليهو قيف.. أعبر بحر يمتد تاني بحر جديد واحتار أقيف.. شكراً لك.. وأنت تجعلنا نمشي حفاة في تبتل وخشوع.. وخضوع.. مرهفي الآذان.. ل«صوت السماء» وياللأنغام وتغريد الناي .. والقوس يذبح أوتار الكمان.. لتتدفق الألحان.. من صوتها -صوت المحبوبة- «لما سرى».. يا محمد يوسف.. يا نحَّات القوافي من مكامنها.. إنك معني في لحظات.. حزنك ويأسك.. بديع وأنيق كيف لا.. وأنت تهب وردي تلك اللوحات الباكية.. و.. عذبني وتفنن في ألوان عذابي ما تمسح دموعي.. ما ترحم شبابي خليني في شجوني.. يمكن قلبي يقسى زي ما نساني قلبك.. يمكن قلبي ينسى وتبحر في طوفان الدموع.. لا يرسى زورقك.. مطلقاً.. بل ينزلق في أعماق البحيرة.. الموشحة... وعذبني وتناسى الكان بيني بينك.. ما تطرا العشرة والفات من سنيني.. شكراً أيها الوسيم.. أنيق الحرف.. جزل العبارة.. شكراً لك وأنت تهبنا الفرح.. شكراً لك.. وأنت تستمطر من عيوننا حلاوة الدموع المالحة.