سجلت مراسلة النيل الأزرق بأمريكا غادة عبد العزيز زيارة ل (آخر لحظة) وجلست في حوار خفيف تحدثت فيه عن بداياتها، وعن المشاكل التي واجهتها في برنامجها (أمريكا بعيون سودانيين)، كما تحدثت عن ظهورها المتقطع في القناة بكل صراحة موضحة الأسباب، وشنت هجوماً عنيفاً على البرامج المقدمة في القنوات السودانية مقارنة ببرامج القنوات الأمريكية، وعبرت عن عدم رضائها عن ما تقدمه الآن من برامج متقطعة والكثير غير ذلك.. غادة في كلمات؟ - غادة عبد العزيز خالد منصور من مواليد حلفاية الملوك، تخرجت في كلية علم النفس بجامعة عين شمس بالقاهرة، وبعدها درست الإعلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي اتخذتها مقراً منذ العام 1997م وحتى الآن، وأعمل مراسلة لقناة النيل الأزرق. بداياتك مع العمل الإعلامي كيف كانت؟ - هي رغبة منذ الصغر، ولكن بدايتي كانت عام 2006م وكنت أحضر وقتها رسالة الماجستير وقدمت ندوة في صحيفة الصحافة عن تغطية الإعلام الأمريكي لقضية دارفور، واستضافتني قناة النيل الأزرق للحديث عن هذه النقطة، وبعد الحلقة عرضت عليّ إدارة القناة تقديم حلقات من أمريكا أعكس من خلالها تجارب السودانيين هناك، وأقدم ملامح عن الإرث والثقافة الأمريكية بعيون السودانيين.. كما أنني كاتبة عمود في صحيفة الصحافة. هل تعني بهذا الحديث أنك أصبحت مذيعة عن طريق الصدفة؟ - العمل الإذاعي هو رغبة بداخلي منذ الصغر، وحقيقة دخلت قناة النيل الأزرق كضيفة ومن ثم بدأ تعاوني مع القناة لعكس حياة وتجارب السودانيين بأمريكا. ألا تعتقدين أن استقرارك في أمريكا كان خصماً على مشوارك الإذاعي؟ - ولكنه شكل لي إضافة إلى حدٍ ما لأنني قدمت خلاله نوعية مختلفة من البرامج ولوناً متجدداً لشريحة لم تتداول في الإعلام السوداني. بصراحة برامجك تظهر بصورة متقطعة تكاد تنساها ذاكرة المشاهد لأنها غير ثابتة؟ - شيء خير من لا شيء حتى ولو كان الظهور كل شهر أو شهرين، نعم هي مساحة غير كافية ولكنها المتاحة في الوقت الحالي، وبصراحة أكثر لم أجد حتى الآن الفرصة للعمل بصورة عملية فاعلة... مقاطعاً.. إذن أنت غير راضية عما تقدميه الآن؟ - نعم هذا لا يرضي طموحاتي في الوقت الحالي ولكنه يؤسس وهو الأهم، فدراستي الأكاديمية جعلتني أستوعب أكثر، ولكن بعد أن أحصل على الدكتوراة لكل حدث حديث، فأنا أحب أن أعمل بفكر ونوعية برامج معينة بعيداً عن التقليد، فإذا لم تكن لديّ إضافة جديدة فما الداعي للعمل. إذن إذا وجدت عرضاً للعمل بإحدى القنوات- أفضل من قناة النيل الأزرق- هل أنت مستعدة للرحيل؟ - نعم، فأي قناة تقدم لي العرض المناسب لا مانع لديّ لقبوله وللاستقرار مجدداً بالسودان، ومستعدة لتقديم برامج مختلفة سياسية واجتماعية تخلق إضافة. هل القنوات السودانية تفرد مساحات كافية لنقل نشاط الجاليات السودانية بالخارج؟ - بصراحة المساحة المتاحة ضعيفة جداً خاصة في أمريكا والدول الأوربية وكندا، وذلك يرجع لمشكلة في الإنتاج سببه ضعف الإمكانات وارتفاع تكاليف التسجيل في هذه الدول. مقاطعاً.. هل واجهتك صعوبات في الإنتاج أثناء عملك في أمريكا؟ - بصراحة وجدت صعوبة شديدة جداً لنقل وعكس برامجي من خارج السودان، وما قمت به وقدمته حتى الآن اعتبره جهاداً واجتهاداً، وذلك لرغبتي وإصراري على العمل، وبصراحة أكثر كنت أدفع جزءاً من أموال الإنتاج من رصيدي الخاص لإخراج حلقاتي الأولى لقناة النيل الأزرق. من خلال تواجدك بأمريكا ومتابعتك لبرامج قنواتها.. هل البرامج المقدمة في الفضائيات السودانية تسير في طريق التطور الصحيح؟ - بصراحة شديدة هناك فرق كبير جداً من حيث الحريات غير المحدودة في أمريكا والسودان، ونوعية المواضيع المطروحة السياسية والاجتماعية وغيرها، وبصراحة القنوات السودانية تركز على برامج المنوعات والغناء فقط، وتفتقد لبرامج التحقيقات الجادة والجريئة التي تخدم القضايا ويمكن أن نرجع ذلك لعدة أسباب. يتهمك الإذاعيون القدامى أنت وأبناء جيلك بضعف إمكاناتكم العملية واعتمادكم على الجمال فقط؟ - انفعلت وقالت: أنا مسؤولة عن شخصي وإمكاناتي فقط، فأنا لا اختار الجيل الذي أنتمي إليه ولكن اختار أن أؤسس لعملي وأعده جيداً من خلال نوعية البرامج التي أقدمها، وهذا يقع تحت نقاط المسؤولية الفردية، ولكن أنا لا أستطيع الحكم على أبناء جيلي. قلت إنك غير مسؤولة عن اختيار جيلك.. هل لك أي تحفظات ؟ - كل مجال فيه تفاوت، فهناك الصالح وغير ذلك ولكن على القنوات الاهتمام بتنمية قدرات مذيعيها وكل الكادر العامل بها، لأنها مسؤولية مشتركة بين الفرد والقناة، وبصراحة هناك مذيعون بحاجة لدورات مكثفة. أخيراً ماذا تودين أن تقولي؟ - الشكر كل الشكر لعروسة الصحافة السودانية (آخر لحظة) التي أبعث لها بالتهاني الحارة بمناسبة إيقاد شمعتها السادسة ومزيداً من الألق والبريق، وأتمنى أن أقدم برامج هادفة ومختلفة الطرح تناقش وتعكس قضايا وهموم المواطن السوداني في الداخل والخارج، وتلبي تطلعاتهم وتنال رضاءهم.