(ليست هناك أي مشكلة في المياه ولدينا فائض)، هذا ما جاء على لسان الباشمهندس خالد حسن مدير هيئة مياه الخرطوم.. وقد كان يصر على إجابته هذه أثناء القطوعات التي كانت قبل شهر أو يزيد.. ولتقريب الصورة عندما خرج مواطنو البراري احتجاجاً على قطوعاتها.. والآن وبما أن الأزمة قد تجددت ووصلت أحياء كثيرة وشحت في مناطق أخرى.. نحن بدورنا نعيد الكرة مرة أخرى من باب «إذا عدتم عدنا».. حتى وإن كانت المشكلة موسمية ومتعلقة بالطمي وإنتاجية المياه.. فلابد للهيئة أن تصدر بياناً توضح فيه أسباب القطوعات ومواعيدها وإلا سنسمع عن جماعة يخرجون إلى الطرقات مطالبين بمياه للشرب.. وهذا طلب عادي ومشروع.. فالحقوه قبل أن يتخذه الآخرون مطية لتنفيذ أجنداتهم ومصالحهم.. فالمياه سلعة رغم أن الحكومة هي التي تبيعها.. لكنها أيضاً سلعة والمواطن هو زبونها.. فيجب أن تخدم الهيئة زبائنها «الكرام».. وتطلعهم على أسباب القطوعات أولاً بأول.. فإذا عرف السبب بطل العجب والاحتجاج.. لكن الصمت والجلوس في الجزر المعزولة يفاقم القضايا ويعطيها أبعاداً أخرى.. بالمناسبة عندما توالت القطوعات في الصحيفة ولساعات طويلة حتى أصبحنا نشتري المياه من البقالات.. قلت لهم إن إدارات المدارس في السابق كانت «تطلعنا البيوت» قبل أن يجهدنا العطش.. فقلت للأستاذ عبد العظيم صالح مدير التحرير ما عندك طريقة إلا تقول لينا أمشوا البيوت المرة دي «الموضوع خطير».. فهو يتعلق بإصدار الصحيفة ليوم غدٍ.. وإذا لم تخرج فهذه مشكلة قائمة بذاتها.. المهم سادتي قضية المياه كبيرة وشائكة وهناك من يعملون في مجالها، بالإضافة «للحكومة» فلابد أن تكون هناك معالجات واضحة.. لأن المستهلك في بعض الأحيان هو المواطن البسيط الذي لا يستطيع أن يضيف لإرهاقه من المستلزمات إرهاقاً آخر.