الأستاذ/ مؤمن الغالي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبعد.. توطئة: إيماناً منا بالدور الكبير الذي تقومون به تجاه المواطن السوداني، وما تخطه اقلامكم إحقاقاً للحق في هذا الوطن الشامخ، ننتهز سانحة مخاطبتكم لنضع بين أيديكم مأساة يعاني منها خريجون تخرجوا من أقسام مختلفة من كلية الهندسة من جامعة وضع خريجوها بصمتهم في مختلف أقسام تقنية المعلومات والهندسة في شتى المؤسسات والشركات في هذا البلد.. إنهم مهندسون، ولكن بكل أسف أصبحوا مع وقف التنفيذ أن جاز التعبير!! الموضوع/ الرقم الهندسي لخريجي جامعة المستقبل (كمبيوتر مان سابقاً) بالإشارة للموضوع أعلاه، نود أن نسرد لسيادتكم فيما يلي تفاصيل قضية الرقم الهندسي لخريجي أقسام الهندسة (هندسة الكمبيوتر، هندسة الاتصالات، هندسة العمارة والتصميم) بكلية دراسات الحاسوب الآلية- كمبيوترمان- والتي تم ترفيعها حالياً لجامعة المستقبل، إنهم خريجون تعرضوا للظلم بحرمانهم من السجل الهندسي، وبهذا فإنهم فقد فقدوا اعتراف الدولة بأنهم مهندسون وترتب على ذلك منعهم من مزاولة مهنة الهندسة بجميع مرافق الدولة والهيئات والمؤسسات والشركات العاملة بالقطاعين الخاص والعام. طفت هذه المشكلة إلى السطح في العام 2008، عندما ذهب أحد خريجي تلك السنة إلى المجلس الهندسي لإجراء التسجيل واستخراج بطاقة المجلس الهندسي، لإتمام أوراقه المطلوبة منه لتعيينه في إحدى الوظائف، بعد أن استلم الموظف الأوراق ونظر فيها متفحصاً، دار الحوار الآتي: أنت يا سيد متخرج من كمبيوتر مان؟؟ فرد الخريج: نعم، سأله الموظف: أنت ما عارف أنكم ما عندكم أرقام هندسية؟؟ فأجاب: كيف الكلام ده؟؟ إذا قبل أسبوعين في واحد زميلنا طلع الرقم بتاعو! رد الموظف: والله يأخي أي خريج اتخرج بعد 2003 ما عندو سجل هندسي، فسأله الخريج ووجهه تملأه الدهشة والحيرة: خير يا أخوانا في شنو؟؟ فأجابه الموظف: امشي أسأل إدارة جامعتكم وما عندي كلام أقولوا اكتر من كده.. فخرج الخريج والذهول يملأ وجهه، وتوجه إلى مقر الجامعة والتقى بعد صعوبة وانتظار بمسؤول الشؤون العلمية بالجامعة وسرد له ما دار بالمجلس، فأجابه المسؤول بأنها مشكلة عرضية وسوف يتم حلها في القريب العاجل و (ما تشيل هم)، عاد الخريج إلى منزله وفي رأسه الكثير من الاستفهامات.. هل ضاعت سنين دراسته هباءً؟؟ ماذا سيقول لأهله الذين ينتظرون تعينه بفارغ الصبر بعد تكبدهم المشاق لتوفير المصاريف الدراسية التي تدفع بالدولار طيلة سنين الدراسة؟! هل ضاع تعبه وسهره في الدراسة سدى؟! هل ضاع كل هذا بين ليلة وضحاها؟! لماذا تم سحق طموحه وآماله بين مطرقة المجلس الهندسي وسندان إدارة الجامعة؟! في شهر مايو من العام 2009 تم نشر تعميم من المجلس بإحدى الصحف اليومية مفاده تأكيد للقرار الصادر بخصوص منع أي خريج لا يحمل الرقم الهندسي من مزاولة مهنة الهندسة بأي من القطاعيل العام والخاص. تشكلت لجنة من الخريجين المتضررين وأجرت مقابلة مع الأمين العام للمجلس الهندسي في ذاك الحين مهندس أحمد السماني، وأفادهم أن هناك متطلبات للمجلس الهندسي لم تقم الجامعة باستيفائها، منها متطلبات مالية ومنها ما يدور حول النظام الأكاديمي، وأيضاً قال إن الجامعة لا تسعى لحل هذه القضية بالجلوس إلى طاولة التفاهم، ولكنهم يسعون باتباع الأساليب الملتوية عن طريق علاقاتهم مع من لهم القدرة على اتخاذ القرار، ونحن المجلس الهندسي جهة مهنية ونقوم بعملنا عن طريق اللوائح المنظمة له وحل هذه المشكلة عند الجامعة. قامت هذه اللجنة بمقابلة نائب المدير للشؤون الأكاديمية للكلية، وأفادهم بأنها مشكلة عرضية وسوف يتم حلها في القريب العاجل و (ما تشيلو هم)، أما بالنسبة للنظام الأكاديمي، النظام «البتعمل بيهو الكلية» هو نظام معترف به عالمياً وما فيهو أي مشكلة. تمت هذه المقابلات في العام 2010، والآن مضى أكثر من عام على هذه الأحداث، خلال هذا العام فشلت جميع السبل في إقناع الطرفين بالجلوس لطاولة التفاهم لحل هذه المشكلة التي يشكل ضحاياها إحدى عشر دفعة بما فيهم ثلاث دفع هم الآن طلاب بالجامعة وسيعانون من نفس المشكلة بمجرد خروجهم للحياة العملية!! أبرز الجهود التي بذلت لحل هذه المعضلة قام بها الدكتور/ الحبر يوسف نور الدائم رئيس لجنة التعليم العام بالمجلس الوطني، بعد أن تقدم إليه عدد من الخريجين بمذكرة حول هذا الموضوع، قام دكتور الحبر بالاجتماع بالطرفين وتم الاتفاق على فتح صفحة جديدة وحل جميع المعضلات، بعد هذا أرسل د. الحبر خطاباً إلى المجلس الهندسي ملخصه أنه يرى بأن النظام الأكاديمي للجامعة ليس به عيوب وأنه يطلب منهم أن يمنح الرقم الهندسي لخريجي جامعة المستقبل طالما أن هذا فيه مصلحة البلاد والعباد.. ولكن بكل أسف لم نرَ أي شيء يتحقق على أرض الواقع، ولا زال المجلس الهندسي يعض بالنواجذ على قرار حرماننا من السجل الهندسي، ولا زالت الجامعة غير مهتمة بمصير أبنائها الذين تخرجوا منها وما يليهم من خريجين علماً بأنها ترفعت في الأونة الأخيرة لتصبح جامعة المستقبل بدون أن يتم سؤالها.. ماذا تخرجين يا جامعة المستقبل؟؟ ما مصير هذا العدد من الخريجين الذين يتخرجون سنوياً؟؟ هل هذا احتيال؟أم أن مصيرهم غير مهم طالما أن الرسوم الدراسية تُدفع سنوياً و (الساقية مدورة) وأولياء الأمور يغيب عن ذهنهم تماماً ما هو مصير أبنائهم بعد التخرج!! كلنا أمل أن تتفضلوا بفتح تحقيق صحفي حول هذه القضية التي استعصى علينا حلها بشتى السبل ولا ندري ما هو مصيرنا وكيف سنرفع عنا هذا الظلم، ودمتم لنا وللوطن خير ذخر. خريجو هندسة جامعة المستقبل للاتصال: إبراهيم حسن جبريل - إسماعيل عربي إسماعيل ü من المحرر: ولا أرى شمعة في ذاك النفق المظلم.. غير «بهرة» من الضوء هي الدكتور العالم الموقر الخلوق الحبر يوسف نور الدائم.. وها هي «حوبتك جات» ثقتي فيك لا تحدها حدود.. كل الأمل معقود عليك لحل هذه المسألة الباكية ولك عاطر الود والسلام..