بالطبع بعض أخواننا بجنوب الوطن(الذين يفضلون الانفصال)، هم سودانيون يحملون الجنسية السودانية، ويتمتعون بكامل مزاياها، ويحبون الجنوب حباً لا مثيل له، (هذا في الظاهر)، وربما كان خلاف ذلك، لكن هناك أيادي خفية تحركهم، فما الذي كان سيصيبهم إن تكاتفوا مع أخوانهم في الشمال والجنوب لجعل السودان أكثر وحدة، ويعملوا جميعاً في وحدة ووئام، ليعيش المواطن السوداني من نمولي الى حلفا في هناء وسعادة، بدلاً من الاستعانة بدول الغرب، وطرح مرئياتهم عليهم، حتى أوصلوهم لمرحلة تجعلهم يدلون بتصريحات وكأن السودان دولة حديثة الميلاد، والجنوب لا يتبع له أصلاً.. وهم بالطبع تناسوا أن الغرب إذا وقف معك اليوم، فعليك أن تضع في حساباتك- (وهذا يعلمه الجميع)- إن الذي تم دفعه لك بالأمس مصحوباً بفاتورة لتقوم بتسديده مضاعفاً، إن كان ذلك حاضراً أو مستقبلاً وإلا ستقفل جميع أبوابك وستعاني الأمرَّين. وبمطالعة ما يدور في هذا الشأن على الساحتين الداخلية والخارجية، يتضح للجميع أن دور الدبلوماسية المتعاظم قد أتى وقته فعلاً، مما يستوجب لدبلوماسيتنا أن تلعب دورها كاملاً، وبنفس الأوراق التي يلعب بها الآخرون،(الذين يرغبون في الانفصال)، أي بمعنى أن الدبلوماسية ليست في حاجة الى مضادات في عملها، سواء كانت أرضية أو جوية، فالجميع على ثقة تامة أن جميع ممثلينا في جميع أنحاء الكرة الأرضية سيتحركون بدبلوماسيتهم المعهودة للعمل وبقدر المستطاع، ليحدوا من المؤثرات الخارجية في استفتاء تقرير مصير الجنوب، وليجعلوا كامل الحرية لأشقائنا بجنوب السودان لتحديد مصيرهم بأنفسهم، وقطعاً للدبلوماسية دورها المهم والمؤثر في هذا الشأن، فبامكانهم أن يقوموا بدور مهم لا تتم رؤيته إلا على سطح الأرض، وتكون مردوداته في صالح الجميع. وعلى المستوى الداخلي هناك الدبلوماسية الشعبية، والتي تتكون أصلاً من أبناء السودان زعماء القبائل، ورؤساء الأحزاب، وجماهيرهم والشرائح الأخرى، الممثلين للفن، والتمثيل، والرياضة، وكل الذين يتمنون الخير لهذا البلد، والمستوجب عليهم تكوين مجموعات تحت اشراف اللجنة العليا لدعم الوحدة في شكل (نفرة الوحدة)، توضع لها الميزانية المالية الكاملة والشاملة، سواء أكانت من ميزانية الدولة أو من الأفراد، الذين يسعون للوحدة على أن تكون بطرق مدروسة ومقننة، يجلسون مع أخوانهم الى أن يصلوا معهم الى أن الوحدة هي الفائدة الكبرى للسودان. إن كلمة دبلوماسية بالتأكيد تعني انجاز المهمة بأقل مجهود وعقلانية، وفي زمن وجيز، وبرضاء الطرفين، حيث أن الوقت المتبقي للاستفتاء يمكن من خلاله القيام بهذا العمل، لأن بالسودان خبراء لهم اليد الطولى في المجال الدبلوماسي، وبإمكانهم التفرغ كاملاً لهذه المهمة، والاستعانة بما يرونه من داخل السودان وخارجه، سواء أكانت دولاً أوربية أو افريقية أو عربية.. وقطعاً هم أدرى بمهمتهم وتفاصيلها بالطبع إذا استعانوا بالمولى العلي القدير، وكانت مصلحة الوطن بالنسبة لهم هي العليا، فحتماً سيصلون الى الأهداف الايجابية بطريقة يرتضيها الجميع. لذا ولا يخفى على القارئ الكريم أن العمل الدبلوماسي تجب مساندته بالإعلام وبجميع وسائله، وبطريقة تنافس وتتصدى للإعلام المضاد، الذي يسعى للانفصال، علماً بأنه في حالة حدوث التوأمة بين الدبلوماسية والإعلام فإن الوصول للهدف المنشود سيكون سهل المنال بإذن الله تعالى. ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن قوة السودان في وحدته، وأن الانفصال ليس في صالح الشمال ولا الجنوب، وأن عالم الغرب- كما أشرت في صدر هذه المقالة- إذا أراد مساعدتك في مهمة يستغل كل امكاناته، إعلامه ووسائله المختلفة، ليصل لمبتغاه، إن كان عاجلاً أو آجلاً، إلا أن ذلك لن يظل في خانة الديون المعدومة، ولكنه يحفظ لك في سجلاتهم تحديد اليوم لاسترداد المديونية متى ما أراد، وبالطريقة التي يرى أنها تحقق مصلحته، وتتماشى مع سياسته، وبالطبع فإن المديونية لابد من سدادها، وسيكون ثمنها مضاعفاً، وتكلفتها عالية، وغالباً ما تكون على حساب السيادة والهوية والكرامة الوطنية. ختاماً: أرجو من الله أن يحفظ هذا الوطن ويجعل وحدته قائمة، ويكفيه شرور كافة أعدائه.. والله المستعان يوسف مصطفى الأمين-المسعودية