أرض المليون ميل أهلها طيبون يتمتعون بصفات يندر تواجدها في معظم دول العالم وخيرها وفير وعندما بدأت في تصاعدها المستمر، ولأسباب لا يعلمها معظمنا، بدأت مرئيات الأعداء تصب في خانة ضرورة إعادتها لمربعها الأول، وهاهي تعاني من أعدائها بالداخل قبل المتواجدين خارجها، إلا أن كل ذلك لن يؤثر في مسيرتها بإذن الله طالما كان إيماننا قوياً بالله وقلوبنا أكثر نقاءاً وبياضاً. وها نحن في طريقنا لشهر رمضان الكريم أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، فإن كل محبي الخير لهذا الوطن والذين يرون أن مصلحة السودان هي الأعلى بعد ربنا سبحانه وتعالى، لكل هذه الشرائح ندعو الله العلي القدير أن تُستجاب دعواتها خلال شهر رمضان، بأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً موحداًويكفيه شرور من ترعرعوا في ترابه وشربوا من ثدي أمهاته وتعالت أكتافهم بأرضه الطاهرة والممزوجة بطهارة أبنائه الطاهرين. أخي القارئ بتلك المقدمة قصدت أن الوقت المتبقي للاستفتاء سيتخلله شهر رمضان وكذلك عيد الأضحى، فبخصم هذه الفترة يكون المتبقي فترة يجب أن تتضاعف خلالها كل المحاولات المؤدية للوحدة. فهنا يجب على جميع جهات الاختصاص الاهتمام الكامل بأمر الاستفتاء واستغلال هذه المناسبة الطيبة والاستعانة بقدر المستطاع بإخواننا بجنوب الوطن العزيز والوصول معهم لمفهوم أن تواجدهم داخل محيطهم السوداني عزة لنا ولهم. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن إدخال التقنية في عملية الاستفتاء ضرورة في غاية من الأهمية، والتي عن طريقها يستبعد التزييف والتزوير، ومن هنا وإن رأت جهات الاختصاص هذا الأمر مناسباً فيجب الاستعانة بالشركات والمؤسسات المختصة في هذا المجال سواء كانت داخل السودان أو خارجه ومهما كلف وبطريقة أفضل من الطرق التقليدية وبعيدة عن الضغوط مما سيجعل بإذن الله النتيجة مقبولة للجميع وبالتراضي. وربما يطرأ على بال أحد من قراء هذه المقالة أن الاستفتاء بالشركات المختصة في مجال التقنية سيكلف الدولة الكثير من الأموال العامة..إلا أنه في رأيي لو كلف ذلك كافة ميزانية الدولة للعام 2011 فإنه يعتبر في نظري «مهراً» تم دفعه من أجل أن يظل تراب هذا الوطن الغالي متماسكاً وحتى لا ينقسم وتدنس الأرض التي استبعدت كل أجنبي بنفسها، من أجل العزة والكرامة، ولكنهم يحلمون الآن بالعودة لأرض العزة وأنهم سيطأون تراب السودان الطاهر. ومن هنا فإنني كمواطن سوداني أناشد كافة رؤساء الأحزاب بالشمال والجنوب والشرق والغرب بالتضامن مع المسؤولين بالدولة لإيجاد أحسن السبل حتى تكون مسؤولية القرار النهائي مناصفة فيما بينهم، لأن السودان بكافة حدوده الجغرافية وترابه وأهله الطيبين أمانة في ذمتكم.. فإن حصل الانفصال برغبة إخوتنا بالجنوب لا قدرالله، فهذه هي رغبتهم وعليكم الاستعداد إلى ما بعد ذلك.. وإن كانت الوحدة هي التي سنتوصل إليها فبالتأكيد هذا سيحسب للجميع حكومة وأحزاب وجماهير. وختاماً لا أنسى الإعلام بجميع مقوماته، فهو الذي يملك المساحة الأولى لجعل وحدة السودان الخيار الأفضل، وألا يعمل بالطرق التقليدية التي نراها في وقتنا الحاضر.. فبإمكانه رفع نسبة اجتهاداته بطرق تليق بمستوى المرحلة الحالية لأننا نعلم جميعاً بأن الإعلام هو الجهة المؤثرة في اتخاذ القرار بطرق يعلمها الإعلاميون فقط. وأرجو الله العلي القدير أن يحفظ السودان عزيزاً مكرماً ويكفيه شرور من أراد له خلاف ذلك.. والله المستعان يوسف مصطفى الامين المسعودية