رمضان كريم، وكل عام والجميع بخير وصحة وعافية وأمن وأمان، ولأن هذه اللحظة التي نكتب فيها هذه الزاوية تجئ في أول أيام هذا الشهر المبارك العظيم فقد أمسكنا القلم عن الكتابة في أمر السياسة إلى حين، ورأينا أن نكتب عن نساء عنيفات يعشن بيننا - الضمير عائد للرجال - ويتوزعن على أركان الدنيا الأربعة بأقطارها التي يتجاوز عددها المائة وتسعين دولة. وذات يوم الأمس ومن خلال متابعتنا لما يحدث في الدنيا من حولنا، أطلعت على دراسة نشرت نتائجها بعض المواقع الالكترونية أجراها باحث أكاديمي بجامعة الكويت، تحت عنوان (عنف الزوجة ضد الزوج) تضمنت أرقاماً تحولت إلى نسب مئوية بمعايير البحث الأكاديمي الذي أعده الاستشاري النفسي الدكتور سعيد سالمين جاء فيها ما يدهش العامة مثلي. من غير الباحثين أو المتخصصين، إذ كشفت الدراسة أن (5%) من النساء السعوديات و(10%) من الكويتيات و(20%) من المصريات يضربن أزواجهن، وأشار معد الدراسة إلى أن العنف من قبل الزوجة تجاه الزوج وضده بدأ يكثر في الآونة الأخيرة. أعداد النساء العنيفات في بعض دول عالمنا العربي والإسلامي في تزايد، وهن متأثرات فيما يبدو بنظيراتهن في بعض الدول الغربية، لأن النسبة ما زالت أقل فيما تعارفنا على تسميته بالشرق، لأن الهند مثلاً لا يتجاوز العنف ضد الزوج نسبة ال(11%) وللقارئ أن يتخيل كم سيكون العدد في بلد يتجاوز عدد سكانه المليار نسمة. أما الغرب الذي أشرنا إليه فقد جاءت نتائجه بعكس ما نشاهده في السينما أو أفلام التلفزيون سواء كانت أمريكية كثيراً ما نشاهد فيها - بمناسبة وبلا مناسبة - العلم الأمريكي المرصع بالنجوم أو كانت بريطانية ميالة إلى إقناع المشاهد بأنها أقرب للسينما الواقعية التي تعزز من معنى الارتباط الأسرى، أو فرنسية تجعل من العالم (رجل) و(امرأة)..! الدراسة كشفت عن أن (17%) من النساء البريطانيات يمارسن العنف ضد الزوج و(23%) من الأمريكيات يفعلن ذلك، ولا نعرف ما هو الحال في الصين التي لم يرد لها ذكر في التقرير. أما في السودان الذي لم يرد له ذكر في تلك الدراسة فإننا لا نعرف إن كانت هناك نساء يمارسن العنف ضد أزواجهن، وهذا أمر إن حدث فإن الرجال الذين يقع عليهم العنف سيلزمون الصمت، لكنني شخصياً استبعد هذا الأمر لأن الزواج في مفهوم المرأة السودانية هو طاعة الزوج الطاعة الكاملة في المنشط والمكره لكنها (قد) تثور وتنقلب على كل القيم والمفاهيم التي ترسخت لديها إذا حاول الزوج الخروج من القفص إلى قفص جديد، لأن الذي سينتظره الويل والثبور وعظائم الأمور.. رغم أن آباءنا وآباءهن.. وأجدادنا وأجدادهن.. جمع الواحد منهم في عصمته مثنى وثلاث ورباع.. وقد مات جدي رحمه الله رحمة واسعة وفي ذمته أربع زوجات، غير ثلاث كن داخل (الحوش) الكبير، ولم نفرق بين عم شقيق أو عمة شقيقة إلا بعد أن كبرنا. ولكن يبدو كما يقول الاقتصاديون إن الحاجات متزايدة.. والموارد محدودة.. وكل عام والجميع بخير.