الفنان المبدع سيف الجامعة من المبدعين الذين تشغل أذهانهم إشكالات الفن بالسودان.. التقينا به بساحة اتحاد المهن الموسيقية، فتحدث إلينا بوضوح عن هموم وما يجول بساحة الغناء وضبط المهنة، مبدياً رأيه بأن الهجوم الذي يشنه البعض على الفنانين لا يقلقه، لأنه دليل على أن المجتمع السوداني مستيقظ، وأشار إلى أن أهم إشكالات الفن في السودان اهتمام الإعلام بالظواهر دون الغوص في أعماق الإشكالات، وهو سبب تدني وفشل بعض المهرجانات والفعاليات. هل تريد أن تقول إن هناك دخلاء على الفن؟ - بالتأكيد يعلم الكثيرون بأن هناك بعض المحسوبين على الفن، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. هناك تحايل واضح داخل بعض الأغاني بتغليف بعض الأعمال الهابطة؟ - مهما حدث المعايير الفنية معروفة وإن تحايل عليها بعض الناس. كثير من الأعمال والأسماء الفنية تظهر لتختفي؟ - ما أريد قوله بأن الغربال الفني ثقوبة كبيرة يسقط منه مثل هذه الأشياء، ونحن ننادي بغربال لا ينفذ منه إلا ما ينفع، والحديث أنه في السابق كان يتم عرض الأعمال على لجنة نصوص واحدة بها العديد من العمالقة أمثال محمد المهدي المجذوب ومحمد عبد الحي، والآن على من يعرض هؤلاء الناس أعمالهم. كثير من الفعاليات الفنية تفشل قبل أن تبدأ؟ - الأزمة واحدة، المسائل تؤخذ من ناحية مادية ومطاردة جوائز ولجان تحكيم مزاجية فبالتأكيد «الناتج فشل» ظاهرة المهرجانات ظاهرة صحية ولكن..؟ - نعم ظاهرة المهرجانات ظاهرة صحية ولكن كثيراً من الفنانين لا يفرقون بين بيت «البكاء والعرس».. والمهرجانات وكل هذه الأشياء أعراض مرض واحد الجهل والسطحية المدفوعة الأجر والتي تلقي التشجيع والتواطؤ من جهات عديدة. نعود إلى اتحاد المهن الموسيقية، ما هو حاله في هذه المرحلة من وجهة نظرك؟ - اعتقد أن الاتحاد يعاني من كثير من المشاكل، أهمها عدم قدرته على القيام بأي نشاط ثقافي، وذلك لعدم تلقيه لأي شكل من أشكال الدعم لهذه الدورة بالتحديد. إذن ما هي موارد الاتحاد؟ - عبارة عن اشتراكات الأعضاء وتعاقدات الفنانين ومساهمة الأعضاء بنسبة 5%، وهذه نسبة ضعيفة.. والأعضاء الملتزمون بالدفع قليلون، حيث لا يوجد دعم من وزارة الثقافة، فالاتحاد يحتاج إلى دعم حقيقي ليقوم بدوره وحتى المعاش الاستثنائي الذي أقرته مؤسسة الرئاسة لبعض أعضائه الآن في حالة إيقاف من قبل الصندوق القومي للمعاشات، والاتحاد الآن يحاول وبشدة أن يعتمد على موارده الذاتية. أخيراً على ماذا يعكف سيف هذه الأيام؟ - الآن أواصل تلحين أوبريت الحلم السوداني وهو بمثابة إنتاج ضخم قام بكتابة نصوصه عدد من الشعراء الكبار أمثال أزهري محمد علي، جمال حسن سعيد، عبد القادر الكتيابي ومدني النخلي، وسوف يتم تصويره باستديوهاتي الخاصة وجهات مختلفة بالسودان، كما يشترك فيه عدد كبير من المطربين من بينهم جمال فرفور، عصام محمد نور، محمد حسن، عاصم البنا، كما تشارك في الأوبريت أصوات نسائية أيضاً. يتحدث الأوبريت عن السودان الماضي والحاضر والمستقبل، كما لديّ عدد من السهرات التي سوف تعرض خلال شهر رمضان المعظم، وهي هدية لكل من مستمعي الفنان سيف الجامعة بمناسبة الشهر الفضيل.