الفنان المبدع سيف الجامعة من المبدعين الذين تشغل أذهانهم إشكالات الفن بالسودان.. التقينا به بساحة اتحاد المهن الموسيقية، فتحدث إلينا بوضوح عن هموم وما يجول بساحة الغناء وضبط المهنة، مبدياً رأيه بأن الهجوم الذي يشنه البعض على الفنانين لا يقلقه، لأنه دليل على أن المجتمع السوداني مستيقظ، وأشار إلى أن أهم إشكالات الفن في السودان اهتمام الإعلام بالظواهر دون الغوص في أعماق الإشكالات، وهو سبب تدني وفشل بعض المهرجانات والفعاليات. بالرغم من تكوين المجلس وإجازته، إلا أنه لم يستطع التصدي للتدني الواضح الذي تشهده ساحة الغناء؟ - كانت الفكرة من قيام المجلس ضبط وتنظيم المهنة التي نبعت من اتحاد المهن الموسيقية.. والمنتظر من المجلس بعد تكوينه وضع القوانين والمعايير وإصدار تشريعات لضبط المهنة.. المجلس على حسب علمي اجتمع وكون اللجان لهذا الغرض. عفواً ولكن المجلس يحتاج «لجيش» في متابعة وملاحقة الفنانين؟ - أتوقع أن يتصدى المجلس لتدني الذوق العام والخلل الواضح في المهن الموسيقية خصوصاً الغناء بدون أي مجاملة حتى لا يفشل في أداء دوره كما فشلت المصنفات في دورها الرقابي من قبل بسبب تعدد نوافذ الولوج إلى المهنة والقرصنة، وأريد أن أضيف أن مثل هذه المؤسسات موجودة في كل دول العالم لترقية المهنة. كثير من الشباب يعزون قيام هذه المؤسسات وقوانينها لمحاربتهم، لذلك تجدهم لا ينصاعون إلى قوانينها وهذا ما نراه الآن واضحاً وجلياً؟ - أريد أن أوضح أن هذه المؤسسات لا تحارب الشباب كما يتخيل كثيرون، بل لتنظيم وترقية المهنة مثلها مثل المهن الأخرى وخاصة في ظل وجود فضائيات مفتوحة، وأريد أن أشير إلى أن المهندس الفاشل يتسبب في ضياع أرواح الناس عند تصديه لبناء عمارة من دون أن يدرس الهندسة، وذلك ينطبق على الفنان غير المؤهل يمكنه أن يهدم قيم مجتمع بأسره، والسؤال لماذا يتم ضبط مهنة الطب والهندسة ولا يتم ضبط مهنة الفن. كثير من الفنانين الشباب يتهمون المستمع بأن ذوقه متدنٍ ويدللون على حديثهم بما يحدث داخل الحفلات؟ - هي دون شك حلقة شريرة بدأت من الفنانين أنفسهم وتجاوب معهم قاع المجتمع بلا وعي. يعد كل ما ذكرته حلول استئصال سريعة، كيف تكون وما هي من خلال وجهة نظرك؟ - أنا غير متشائم على الرغم من أن ما تم عمله حتى الآن لمقاومة مثل هذه الظواهر قليل، فالتوعية الجادة وهنا يأتي دور المجلس بالتصدي للاستسهال والتجارة غير الأخلاقية بتشجيع، ودعم المجيدين من الفنانين وأن لا تأخذهم رأفة بمن يهدمون ما بناه عمالقة الفن السوداني ومن يسيرون على دربهم، فلا يعقل أن يتساوى أحمد المصطفى وصاحب أغنية «راجل المرة». في الآونة الأخيرة قدحت أصوات من خلال عدد من المنابر مثل المساجد وغيرها، تهاجم فئة الفنانين.. إلى ماذا تعزي ذلك؟ - كما أسلفت أن فكرة هذا الواقع هي التي دفعت هذه الأصوات لمحاربة ومهاجمة الفنانين، وهذا الهجوم لا يزعجني، بل هو دليل واضح على أن المجتمع «منتبه».. ولكن على الناس أن تفرق بين الصالح والطالح.