يخزينا انهزام الإسلاميين في مد ونشر الدين والحضارة في العالم، حيث لم تكن الحضارة الإسلامية محددة الانتشار أو أنها متقوقعة، فقد كان خطاب النبي صلى الله عليه وسلم خطاباً شاملاً للبشرية.. «أيها الناس»، وما أن دخل الإسلام في الجزيرة العربية إلا وبدأ النظر إلى ما وراء تلك البقاع.. فكانت الفتوحات الإسلامية.. ولكن يبدو أن بعض القوم الآن باتت آفاقهم قاصرة النظر عن أمر الدعوة.. أو يؤدونها من باب المهن ليس إلا.. لذلك بات أمر التخلي عن الأراضي الواقعة في حوى الإسلام، باباً مطروقاً.. حملت الصحف الأنباء عن اعتزام الدولة تفعيل وربط العمل بالقيم الدينية، الأمر الذي يعني بجلاء أن هناك جفوة ما بين تطبيق الدين وجوهره والواقع الحياتي اليومي المعاش، ومرد ذلك لجملة أسباب من بينها التنشئة والتربية والتعليم والشارع والمجتمع والحكومة.. ما لم ينصلح حال هؤلاء جملة لا تجدي المجهودات المتقطعة الموسمية، وهذا لا يعني أن الإنسان السوداني بعيد عن الملة.. لا.. بل هو شعب مسلم متكافل بالفطرة ولكن ضغوطات الاقتصاد بدأت تأخذ من ملامحه الكثير.. فهل فطنت الحكومة ووفرت له الأساسيات التي بعدها تحسابه «حساب الولد».. ولا نقول إن الدعوة يقوم البعض بها.. وتسقط عن الآخرين.. إنها مسؤولية الجميع. عودة يوم الخدمة الراشح أن هناك اتجاهات لإعادة فعاليات الإنقاذ «1».. والناس يتناقلون خبر عودة برنامج يوم الخدمة الذي أفرغ من محتواه في الممارسة الأولى، حيث صار يوم حفل بالمؤسسات «يزوغ» منه المسؤولون الكبار بحكم أنهم في اجتماع أو مهمة، بالتالي ينقطع حبل التواصل ما بين قمة هرم المؤسسات وقواعدها.. «أها إن بقت لازم عودة يوم الخدمة.. لابد من الزام المسؤولين بالبقاء مع العاملين مرة واحدة بعد أن يخففوا من اجتماعاتهم الكلها محاضر في الأضابير». مسؤول بعقل صغير أحياناً نتفاجأ ببعض المسؤولين في ثياب «الصغرة»، بمعنى أنك تتخيل أن المسؤول رجل شامل واسع الفهم والصدر.. لكنك قد لا تكون منتبهاً إلى أنواع أو نماذج منهم.. يتراءون لك كالأطفال عندما «يتشعبطون» في الحلوى أو اللعبة.. ولا تصدق أنهم يمكن أن يسعدوا موظفيهم أو عمالهم لمجرد أنهم يلاحقونهم من أجل حق مكتسب.. أو مطلب مشروع فيقولون لك «فلان دا مزعج.. مزعج.. انقلوا محطة خارجية».. «لاحظ فلان هذا عامل مثله مع اختلافات درجات الأجير».. «اللهم كبر عقول المسؤولين.. آمين». موظف مستهبل بالمقابل هناك بعض الموظفين يتقنون فنون الاستهبال تماماً.. فلا تعرف لهم مهاماً محددة يؤدونها في المؤسسة.. ربما كان كل منتوجهم الحضور.. الفطور.. الشاي.. القهوة والألعاب على أجهزة الحاسوب.. ثم «الحنك السنين».. فهذه النماذج تحتاج أيضاً للفت نظر.. قال أحدهم.. «إنه يجيء للمؤسسة ولا أحد يكلفه بمهمة فماذا عساني أفعل؟».. هل من مجيب!! آخر الكلام:-هي دعوة الله والوطن للسعي والجد من أجل الإنسانية جمعاء بأن لا تهدروا الأوقات.. فقد يتأتى اليوم الذي لا تستطيعون أن تستفيدوا من دقيقة واحدة بسبب العمر أو المرض أو نوائب الدهر. مع محبتي للجميع