حتى الآن لم تتضح بجلاء أسباب الغلاء الفاحش على الرغم من عمل الولاية وحاديها وواليها وتصريحات المسؤولين والمحاولات اليائسة لضبط السوق وسياسة التحرير الاقتصادي، إلا أن الأسعار طالت عنان السماء، وبلغت القلوب الحناجر دون أن نعرف مكمن العلة لعلاجها، فهل السبب هو عدم وجود المنتجات وندرتها وشحها؟ الإجابة بالتأكيد لا.. فكل السلع حتى التي كنا نراها زمان في المسلسلات متوفرة حد الاسراف!! أم السبب في التجار والجشع والطمع، وعذر ارتفاع الدولار مقابل انخفاض سعر الجنيه السوداني؟ هب أنه كذلك.. أليس هؤلاء رعايا الدولة، ولابد أن توجد طريقة ما لآلية الضبط والتحكم في الأسعار. ثم ما علاقة سعر الدولار بالمنتجات المحلية؟ ولماذا يصبح جوال السكر مائتي جنيه، وكنانة والجنيد والنيل.. ومزارع القصب الممتدة الشاسعة تحكي قصة الألم والمرار الذي يعانيه المواطن محدود الدخل. لماذا يصبح كيلو اللحم بستة وثلاثين جنيهاً، ونحن من أكبر الدول التي تملك ثروة حيوانية حتى اننا نتبرع بها بلا مقابل لدول الجوار؟ لقد وجدتها... كما قال انشتاين حين اكتشف النظرية النسبية! يجب أن نفكر بمنطق يريح أعصابنا المتعبة، وجيوبنا المقدودة، وصحتنا المهدودة، اعلموا أيها الناس أن الدولة تبحث عن المصلحة في هذا الغلاء كيف؟ أقول لكم كيف.. ببساطة لأن اللحم يسبب القاوت وآلام المفاصل ويرفع الكولسترول في الدم ويعرضك للذبحات والمكوث في المستشفيات بملايين الجنيهات، يعني نأخدها من قصيرها وبلاش مسببات! حكمة برضو..!! والدولة أيضاً تتبع سياسة ما ضر صحتكم مثل (الأبيضين) السكر والملح فطالما أن الملح متوفر وبسعر رخيص، فالأجدى عدم توفر السكر خوفاً عليكم من مضاعفات السكري و50% من السكان يعانون من هذا المرض وكفاية عليكم الضغط أليست الحكومة رحيمة؟ والزيوت أيضاً مشبعة بالمواد المؤكسدة التي تجلب اسوأ الأمراض، فرأفة بك عزيزي المواطن أصبح سعر الزيت في غير متناول اليد، والمسلوق مالو عيبو لي وقس على ذلك بقية السلع. زاوية أخيرة : تقشفوا أيها الصائمون وكونوا من آكلي النباتات فقط، قبل أن أحضر لكم قائمة بأسعارها فتتركوها غير آسفين... بلد مليانة وناس جعانة... كالعير في البيداء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول... فمن المسؤول؟