ونحن في هذا الشهر الكريم شهر الرحمة.. نذكر نعم الله علينا وفضائله.. وأنه يرزقنا من حيث لا ندري ولانحتسب.. وأن بيده مفاتيح الرزق وأنه يرزق من يشاء بغير حساب.. وكم منا نام معدماً.. أتاه الفرج في صبيحة اليوم التالي.. وكم منا خرج من بيته ولا يحمل في جيبه سوى «حق المواصلات».. وبعد ذلك وجد الفرج.. إن الله رازق الطير في سماه.. فما بال البشر..! آخذك معي عزيز القارئ إلى هذه القصة التي تحكي عظمة الله وروعته وسعة رزقه.. وتحكي في الجانب الآخر ضعف البشر.. ولهفتهم للرزق السهل.. وضعف إيمانهم بالله سبحانه وتعالى.. فإلى القصة معاً: روي أن امرأة دخلت على داؤود عليه السلام فقالت: يا نبي الله أربك ظالم أم عادل؟! فقال داؤود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟! قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي، فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، و بقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي ... فبينما المرأة مع داؤود عليه السلام في الكلام وإذا بالباب يطرق على داؤود فإذن بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده: مائة دينار، فقالوا: يا نبي الله أعطها لمستحقها. فقال لهم داؤود عليه السلام ما كان سبب حملكم هذا المال؟ قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت !! فالتفت داؤود عليه السلام إلى المرأة و قال لها: رب يتاجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالماً، و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك !!