حكى أبويزيد الحارثي : أنه كان في عهد التابعين رجلاً يُرزَق بالبنات حتى وصل عددهنَّ ستة، وكانت زوجته حاملاً وهو يخشى أن تلد له بنتاً وهو يرغبُ كثيراً كعادة الناس بالولد، فعزم على طلاقها إن جاءت ببنت وأخبر جمعاً من الناس بذلك.. ونام في تلك الليلة فرأى في منامه كأن القيامة قد قامت واخذوه إلى النار .. فكان كلما وصلوا به إلى أحد ابواب النار وجد احدى بناته تتشفع وتصد عنه وتقول: «اللهم أنت اعلم بأنه رباني.. وحفظني وحماني.. فأجره من النار» حتى عبر ابواب جهنم الستة ولم يبق له سوى الباب السابع.. وقبل أن يفتح انتبه مذعوراً وعرف أن تلك كانت عظة وعبرة.. فأشهد الجمع وطلبهم أن يدعو له«اللهم ارزقني بالسابعة .. اللهم ارزقني بالسابعة ...» لما مات «حاتم الطائي» حاول اخوه التشبه به فقالت له امه : يابني اتريد أن تحذو حذو اخيك ؟ فقال : نعم.. قالت : فانك لن تبلغ ما بلغه فلا تتعب فيما لا تناله.. فقال : وما يمنعني وقد كان شقيقي واخي من ابي وامي..! فقالت : لما ولدت حاتم كنتُ كلما أرضعته رفض أن يرضع حتى آتيه بمن يشاركه فيرضع الثدي الآخر.. وكنت إذا أرضعتك ودخل صبي بكيت حتى يخرج..! فسكت وقال : والله لن يبلغ مقام حاتم من الكرم أحد .! اُصيبت عين « قتادة » يوم أُحد وسالت على خده، فأتى النبي «ص» وعينه من يده .. فقال «ص»: ماهذا يا قتادة ؟ قال : ماترى يارسول الله.. فقال عليه السلام : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت رددتها إليك.! فقال يا رسول الله : أخشى أن تنّفر مني زوجتي فاسأل الله لي الجنة وردها إلى ...فقال «ص» : أفعل يا قتادة ... ثم أخذها «ص» بيده فأعادها إلى موضعها، فكانت أحسن عينيه واصحهما واكثرهما رؤية، وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى.. وفي عهد الخليفة «عمر بن عبدالعزيز» حضر ابن قتادة لزيارته فسأله الخليفة: ابن من أنت؟ فقال: أنا ابن الذي سالت على الخدِّ عينه فردت بكف المصطفى أحسن الردِّ.! اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .! روى أن امرأة دخلت على سيدنا داؤود عليه السلام فقالت يانبي الله ربك ظالم أم عادل ؟ فقال: ويحك يا امرأه هو العدل الذي لا يجور..! ماقصتك..؟ فقالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات، أقوم عليهنَّ من غزل يدي، فلما كان أمس شددت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب للسوق لبيعه واطعام اطفالي .. فإذا بطائر إنقضَّ عليَّ وأخذ الخرقة والغزل.. فبينما المرأة مع داؤد عليه السلام، طُرِق الباب.. فأذن بالدخول.. فإذا بعشرة تجار بيد كل واحد مائة دينار، فقالوا: اعطها لمستحقها فقد كنا في مركب اوشكت على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة فيها غزل سددنا به العيب ونذرنا الصدقة.! فقال داؤود عليه السلام للمرأه: رب يتجر لك في البر والبحر، أهو ظالم؟ أنفقي المال على عيالك.!