السودان بتعدد أعراقه وثقافاته يحتاج لمايسترو يعرف كيف يدوزن الألحان فيجعلها تنساب دون أن تشذ قيد نغمة، ليبرز كل تلك الملامح غير المتشابهة، والتي تفرد بها السودان دون غيره من الدول وقد وجدنا ذاك المايسترو. استضافت الفضائية السودانية في برنامجها الذي يقدم بعد الافطار مباشرة (بينا وبينكم) السيد وزير الثقافة كضيف مثقف بدرجة وزير،، وقد تحدث بسلاسة عن الثقافة السودانية وقال بفخر إن السودان دائماً ما يحصل على الجائزة الأولى في كل المهرجانات لتنوع واختلاف ثقافته، والتي تشمل كل الإرث الديني والأزياء القومية، والايقاعات الموسيقية والرقصات الشعبية وتحدث عن الغناء وعلاقته بالصوفية أو الأثر الديني في كثير من الأغنيات، بمنهج وسطي لا يعرف الشطط أو الانكسار، وبلغة بسيطة يفهمها المثقف والجاهل، لقد عرف ماذا يقول وكيف يوطد لنفسه أركانها بعد أن أضاء سماء الخرطوم ألقاً وثقافة، بتواضعه الجم ورعايته للمبدعين ولسودانيته الأصيلة، وصوفيته المتجلية في حبه للمصطفى صلى الله عليه وسلم، والاستمتاع بمدحه كلما أراد أن يهرب من زخم الحياة وضغط العمل، هو طير مهاجر في سماء الابداع، تعلم من الأيام، وتغنى للوطن وكتب الشعر!! السموأل رجل هادر في سكون يغير الاحداثيات ويشعل البريق، ويدير الساحة بلمسات سحرية، أصابت الفضائية هدفاً مقدراً حين اختارته واختارت له مذيعة جيدة كغادة عبد الهادي وزميلها.. ولا أعرف لماذا دائماً توجه سهام النقد للفضائية السودانية على الرغم من أن جل ما تقدمه جيد ومناسب.. وعودة لبرنامج (بينا وبينكم) والذي أحسبه من البرامج الجيدة لدقة اختيار الضيوف، والفائدة في حديثهم لاسيما الحلقة الأولى والتي كانت مع المهندس صاحب الرقائق الرجل الصوفي العالم الصافي جعفر، الذي تحدث حديثاً شفيفاً يجعلك تترفع عن صغائر هذه الدنيا، وتمتزج بالأفلاك والأنوار، لقد قال فيما قال: (إن الانسان يظل غريباً شاذا عن الكون.. لأن كل ما في الكون يسبح بحمد وذكر الله، حتى اذا ذكر أو سبح الإنسان انسجم مع المنظومة الكونية" وحين عزفت الموسيقى لفرقة الصحوة للانشاد الديني سألته المذيعة عنها فقال إن الموسيقى الآن خاضعة ومسخرة لله ورسوله..!! زاوية أخيرة: السموأل رجل إذا ذهبتم به الى أماكن التعدين سيكتشف لكم الدرر ومكامن الذهب أينما حل بقدمه!!