{ قرأت منذ مدة ما خطه يراع أستاذنا المشاكس اللطيف «مؤمن غالي» في حق الإعلامي «زهير بانقا» الذي أطلق عليه لقب (مايسترو الحوار) وهو لقب صادف هوىً في نفسي كما صادف أهله. وأحسب أن أستاذنا «مؤمن» كان أكثر من موفق وهو يتحدث عن «زهير بانقا» وطريقته المميزة في إدارة أهم وأعمق الحوارات مع كبار الشخصيات وأكثرهم أثراً في نفوسنا، ليخرج منهم الخبايا والخفايا والدر المكنون. { و«زهير بانقا» الذي استوقفني دائماً كإعلامي محنك يحب مهنته بدرجة كبيرة ويسعى حثيثاً لتطوير نفسه وتثقيفها بالقدر الذي أتاح له التنقل بين العديد من الجهات والإذاعات والقنوات الفضائية في وقت قصير محققاً أكبر الإنجازات بما لا يتوافق مع عمره الغض ليرغمك على محاولة سبر أغوار هذه الشخصية اللافتة والوقوف على تفاصيلها ومفاتيح نجاحها وهذا ما حدث معي ودعاني للبحث عن سر التألق الدائم والحضور الطاغي لهذا (المايسترو) الشاب الذي جاء من عمق الجزيرة الخضراء محملاً بالندى والدعاش ليجلس على مقاعد الدراسة بكلية الآداب جامعة الخرطوم ثم يتخصص في اللغة العربية والإعلام محرزاً بعدها مرتبة الشرف في الإعلام كما يبدو واضحاً في أدائه، ثم يبدأ مسيرته العملية من داخل حوش الإذاعة السودانية الأم عبر برنامج «الناس والحياة» القريب من القلوب والأحوال ثم برنامج «آن الأوان» وبرنامج «استراحة الظهيرة» و«مساء الخير يا وطني» والعديد من برامج المنوعات القوية، لينتقل بعدها مباشرة إلى التلفزيون القومي حيث قدم العديد من السهرات والبرامج، منها على سبيل المثال «أهلاً رمضان» و«بكرة العيد» وبرنامج «كل الجمال» و«صباحكم عافية» و«بلادي سلام» و«الصباح الجديد»، ليشد بعدها الرحال صوب إذاعات الموجات القصيرة بدءاً ب (مانقو 96) حيث كان من المؤسسين فقدم برنامج «نساء ولكن» كأول برنامج توثيقي للرائدات من نساء السودان ثم «مشاوير ومشاهير» والعديد من الفترات الإذاعية المفتوحة. { ثم انتقل بعدها (المايسترو) صاحب الشخصية القلقة المقلقة كديدن المبدعين إلى إذاعة الكوثر المتخصصة في المديح النبوي ورصيفتها قناة ساهور الفضائية حيث قدم العديد من البرامج والحوارات المشهودة وقام بالنقل المباشر لمراسم الحج من الأراضي المقدسة لعامين على التوالي وأجرى العديد من اللقاءات مع العديد من مشايخ الطرق الصوفية وقضى في رحاب المديح حوالي أربع سنوات ليتعاون بعدها مع راديو الرابعة مقدماً العديد من السهرات المميزة وينتقل ليكون واحداً من أبرز مؤسسي الإذاعة الطبية في عهدها الذهبي معاصراً العمالقة ذو النون بشرى وعلم الدين حامد وصلاح مصطفى، ويتم اختياره بعد ذلك مراسلاً لقناة النيل الإخبارية ثم مؤسساً محورياً لإذاعة ساهرون المميزة، فيتقلد منصب نائب مدير البرنامج العام ومدير إدارة البرامج الثقافية والمنوعات بالإضافة إلى تقديمه لبرنامج ساهرون بالتلفزيون القومي. { انتقل مؤخراً (المايسترو) إلى قناة قوون الفضائية الفتية ليقدم برنامج «عندما يأتي المساء» ولا يزال مرابطاً إلى جانب قوون بإذاعة ساهرون في آخر حركة تنقلات أجراها هذا المذيع المتطور صاحب الحضور المميز والأنيق واللغة القوية والثقافة الواسعة، والمعروف عنه أنه مشارك نشط في كل المحافل حيث شارك في معظم المنتديات الثقافية وأبرزها «أروقة ، العائلي، الخرطومجنوب ، دار فلاح، راشد دياب وروان» وغيرها. بالإضافة إلى ذلك فقد كتب «زهير بانقا» في معظم الإصدارات الصحفية مثل الخرطوم، الصحافة زمان، الحرية، الأضواء وغيرها. والمعروف عنه التزامه الكبير باحترامه لنفسه وللمتلقي وتهذيبه العالي ووقوفه على أدق التفاصيل لكل البرامج التي يقدمها. كما لاحظت أن (المايسترو) يتمتع بذاكرة قوية ويحفظ الكثير من الأشعار والعبارات الرنانة وله قدرة فائقة على الإقناع وانتزاع الإعجاب. وأعترف أن هذا النموذج المشرف قد دفعني للاستقصاء والتحري حتى خرجت عليكم بكل هذه المعلومات التي تؤكد على نبوغه وترقيته لأدائه ليكون نموذجاً إعلامياً يحتذى في الشكل والمضمون والأسلوب، وفي كل المراحل كان (المايسترو) يتمتع بلونية جديدة مما جعله يتمتع بكل مزايا العالمية التي أضم صوتي فيها لصوت الأستاذ «كامل عبد الماجد» بعد أن استمعت إليه يوماً في أحد البرامج الإذاعية وهو يشير على «زهير بانقا» بالانطلاق نحو سماوات خارجية أرحب. ومهما كان مقدار انتماء «زهير» ومحبته للوطن وحرصه على الإبداع داخلياً فإننا نرجو منه أن يسعى ليكون سفيراً مشرفاً للسودان عالمياً وهو لعمري أهل لذلك مهما كان حينها حجم افتقادنا له. { تلويح: (المايسترو) زهير بانقا.. هلا كشفت لنا عن سر تألقك وحضورك لنفيد به أولئك الأدعياء؟