قبل عدة شهور أعلنت ولاية الخرطوم عن تنظيم حملة لمحو آثار الانتخابات من الملصقات في الطرق والأماكن العامة، للمحافظة على المظهر الحضاري عبر إزالة الملصقات والصور التي ملأت شوارع العاصمة، في أعقاب الحملة الدعائية للمرشحين لخوض الانتخابات.. واللافت للأنظار تشكيل الوالي عبد الرحمن الخضر للجنة وإعانتها بملايين ضخمة كافية لإزالة الملصقات، وإزالة الأوساخ، وتنظيف المجاري، ناهيك عن تمزيق صور المرشحين.. والغريب في الأمر أن اللجنة- (مقطوعة الطاري)- لم تلتفت إلى الملصقات التي تغطي قلب العاصمة، ناهيك عن الأحياء الطرفية.. وهذا إن دلّ على شئ إنما يدل على التلاعب بأموال دافعي الضرائب من المواطنين الغلابى، الذين يكتوون بنار الجبايات بأشكالها المختلفة والمتعددة- قول يا لطيف- فاللجنة لم تشهد تحركات أفرادها سواء في وسط العاصمة أو الأحياء الطرفية.. والسؤال الذي يفرض نفسه أين أموال الإزالة؟ أم أنها ذهبت في خبر كان. على والي الخرطوم أن ينتبه إلى تلك القضية المهمة إذ إن العاصمة منظرها قبيح، وتشبه العنز (الجرباء) لتراكم الأوساخ في وسطها وأطرافها.. منظر لا يسر الناظرين، ويبعث الاشمئزاز في النفوس.. أين ذهبت الملايين؟ وأين ذهب أعضاء اللجنة الموقرين؟ وأين وأين.....؟ على الوالي أيضاً محاسبة تلك اللجنة التي عقدت مؤتمراً صحفياً وبشرت المواطنين بنظافة عاصمتهم من الدرن والأوساخ، ولكن ما انفض سامر الصحفيين وكاميراتهم الضوئية، حتى توارى أعضاء اللجنة المبجلون غير آبهين بما يؤول إليه شأن المواطنين، وآمالهم وتطلعاتهم، ورؤيتهم لعاصمة نظيفة وجميلة كبقية العواصم العالمية المحترمة. إنه الإهمال ولا شئ غيره.. فعواصم الدنيا المختلفة نظيفة وتغسل شوارعها بالماء والصابون، إلا خرطوم (الجن دي) الما بتشبه العواصم الأخرى، فهى عاصمة للقذارة والأوساخ والمناظر القبيحة.. بالله عليكم أنظروا إلى العاصمة الأرترية وقارنوها بعاصمتنا الخرطوم التي تسبقها بعشرات السنين (الضوئية).. ونقول إنه الإهمال واللامبالاة في الاهتمام ببلادنا، إذ إن القائمين على أمرنا اتجهوا نحو ذواتهم ونسوا رعيتهم لتغوص في وحل (الطين والدرين)، سواء في العاصمة الخرطوم أو غيرها من مدن السودان المختلفة.. من هذا المنبر المتواضع نخاطب والي الخرطوم ونقول له، إذا لجنتكم الموقرة فشلت في نزع وإزالة الملصقات الدعائية، فبيت المسلمين أولى بالملايين التي قبضتها.