{ نحن بلدنا دي فيها «حركات» كده، لو أن المسؤولين عن موسوعة «جينيس» عرفوا بها؛ لأدخلوها في قائمة أكثر «الحركات» غرابة. وواحدة منها - وهذه على سبيل المثال لا الحصر - القرار العجيب الذي صدر من ولاية الخرطوم، ولا أدري إن كان قد صدر ممهوراً من الوالي نفسه أم أنه من هيئة مستشاريه الأكارم، والقرار يا سادة هو أنه قد كونت لجنة من الولاية لإزالة ملصقات الحملة الانتخابية التي ملأت شوارع الخرطوم خلال الفترة الماضية، لمختلف الأحزاب والأسماء والصور. ومؤكد أن قراراً كهذا رُصدت له «ميزانية محترمة» طالما أن من سيزيلون هذه الملصقات سيعملون بتكليف رسمي من الولاية، وبالتالي فإن أول سؤال يبرز إلى السطح هو: هل من سيقومون بإزالة هذه الملصقات هم عمَّال ومنسوبو المحليات في المدن الثلاث أم درمانوالخرطوم والخرطوم بحري، لتكون جزءاً من عملهم الأساسي في الولاية، وغالبهم «قاعدين في الضل» ولا يمارسون أي أعمال ميدانية. أم أن حملة إزالة الملصقات ستستوعب عمالة جديدة بأعباء مالية كبيرة وميزانية «حدَّادي مدادي» في الوقت الذي تحتاج فيه الولاية إلى هذه الأموال في مشاريع وأساسيات وضروريات أخرى لا نحتاج لذكرها، لأن مواطن الخرطوم يعيشها في كل لحظة وكل دقيقة، لا سيما أن الوالي أعلن جدية ولايته في الاستعداد لخريف هذا العام، الذي أحسب لو أنه جاد علينا وأكرمتنا السماء بغزير فيضها فإننا سنغرق في «شبر موية»، بالنظر لشوارع الخرطوم التي تحتاج إلى إعادة تخطيط وتأهيل، وليس «الجلبطة» أقصد السفلتة التي حدثت في شارع المعونة ببحري الذي أصبح في أكثره حفرة تحيط بها المتاجر المرتفعة عنه أشباراً، ولو أن أول «مطرة دقت بحري» لتحولنا جميعاً إلى السلطان كيجاب حتى نستطيع الوصول إلى الخرطوم، (ده كان ما لقينا وسط الخرطوم ذاته تحول «لحوض البركس»). { أعتقد أن مثل هذه القرارات ليست ذات أولوية، لسبب بسيط أن هذه الملصقات ليست هي وحدها ما يشوه منظر الخرطوم العاصمة، من يشوهون منظر الخرطوم العاصمة هم المتشردون والمتسولون والشماسة الذين يملأون المرافق، ومن يشوهون منظر الخرطوم هم الباعة المتجولون الذين يفترشون الأرض بجوار الجامعات والمستشفيات، وما يشوه منظر الخرطوم هو القمامة والأوساخ التي تملأ مصارف الأمطار، أو ما تبقى من مصارف الأمطار!! وما يشوه منظر الخرطوم هو مناظر (التاكسيات) الضيقة والمتهالكة التي ما عادت تستطيع أن توصلك إلى مشوارك إلا بعد أن يصيبك تمزق في العضلات، وألم في العمود الفقري، وكم كنت أتمنى لو أن الولاية ملكت أصحاب (التاكسيات) القديمة عربات جديدة بأقساط مناسبة بعد أن تستبدل عرباتهم منتهية الصلاحية حتى تسهم في زيادة دخولهم وأيضاً ليكون التاكسي هو المظهر الحضاري رقم واحد الذي يشاهده الزائر أو السائح من مطار الخرطوم، أما ملصقات الانتخابات فأعتقد أن الأغنام مطلقة السراح في الولاية كفيلة بأن تزيلها من وجه الأرض. لكن السؤال «يا ربي الأغنام حتأكل ملصقات منو وحتحلِّي بصور منو؟». في كل الأحوال أرجو أن تبدأ ولاية الخرطوم وواليها الدكتور الخضر عهدها بقرارات تهم مواطن الخرطوم بالدرجة الأولى وليس بمثل هذه الثانويات التي لا تحتاج لتكوين لجان ولا ميزانيات!! { كلمة عزيزة { تعجبت جداً من حديث الدكتور هاشم الجاز وهو يوجه نقداً لاذعاً للصحافة السودانية من خلال برنامج مراجعات أمسية الاثنين، وتعجبت أكثر وهو ينفي عنها المصداقية بقصة الحريق والإعلانات، وتعجبت أكثر ثم أكثر والرجل سمعته من قبل، يوم أن كان يحتل موقعاً تنفيذياً في مجلس الصحافة، مدافعاً عن الصحافة!! فمتى تكشفت للدكتور عورات وسوءات الصحافة السودانية؟ ولماذا لم يأت هذا الحديث على لسانه يوم كان نافذاً وفي موقع المسؤولية!! { كلمة أعز { أتمنى أن يكون اجتماع إدارة الجوازات بالأمس وضع حداً لمهزلة سفر نيجيريا، وبعدها لنا حديث!!