اعتصر قلبي ألماً وأنا أرى وأسمع عبر شاشات التلفزيون مايحدث للصوماليين من جوع فتك بالانسان والحيوان معاً، وقضى على اليابس والأخضر وأباد أسراً بحالها، ونرى بكاء الأمهات على فقد الأبناء والأزواج والأهل والعشيرة.. وصورة الأطفال وهم جاحظو العينين وأجسامهم نحيلة ومتهالكة وتجدهم في شرود بعيد دائم في انتظار لقمة عيش من متبرع. إن قصص وحكاوي ومآسي المجاعة في الصومال كثيرة ومؤلمة، وأنا أقرأ عنها نزلت الدموع من عيني، وهل نحن في شهر الرحمة والتكافل الاجتماعي وهناك أناس تموت من الجوع!!، وغالبية البلاد المسلمة والمسلمون يعانون من التخمة والافراط في الأكل خاصة في شهر رمضان وأهل الصومال يفقدون أبناءهم من الجوع والعوز، ولكن نقول أيضاً إن الصوماليين (أو بالاصح الساسة) هم السبب فيما يحدث في بلادهم لأنهم فككوا البلاد بالحرب والاقتتال بالجري خلف السلطة الزائلة، ولم ينظروا لمستقبل البلاد ولا للشعب الذي لاقى الويلات من الحروب والمجاعة والموت البطئ، وأن الشعوب دائماً هي الضحية. وصفت الأممالمتحدة الوضع الإنساني في منطقة القرن الإفريقي بأنه الأسوأ جراء هذه المجاعة التي ضربت الصومال »أسوأ مجاعة تحدث منذ 60 عاماً، والمتأثرون بها نحو 11 مليون إنسان«، ويمثل الصومال الجزء الأكبر من المنطقة التي تضربها المجاعة وخاصة المناطق الجنوبية منه، التي تتوقع المنظمات الإنسانية أن تعلن أنها منطقة منكوبة بالمجاعة خلال أسابيع فقط.. ونسأل الله أن يفك أزمة الصومال، وأن يسخر لهم الخيرين من الدول، وأن تمتد الأيدي لكي تمسح الدمعة عن عيون الأطفال ووجناتهم الغضة التي فتك بها الجوع.