ونفحات الشهر الكريم تترى متتابعة بغيث من البركات والخيرات، دعوني أخلع كسوة شكر مدبجة بفيوضات العطاء للواحد المنان أن جعلنا مسلمين نتمتع بالصحة والعافية، وأن الخير لا زال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة.. برغم سلوك بعض السالكين لدروب وعرة تجعل الشر يعم والنقد يعمل تجريحاً ويومق تصريحاً.. أثبتت التجربة أن إنسانية الإنسان في هذا البلد المحصن بكل صفات الأصالة في أسمى معانيها وأرقى مراقيها، لأن هناك نماذج في كل مجال من مجالات الحياة يحتذى بها في سمو الأخلاق ورفعتها، والطب في بلادي وكل ما يمت إليه بصلة محل نظر وتمحيص ونقد، فلا زال العلاج يحتاج لخاتم سليمان ومارد الجرة لتدفع تكاليفه، ولا زالت الأخطاء الطبية تتوالى والمستشفيات تعاني نقص الكادر والمعينات والآلات، ولا زال شارع المستشفى والدكاترة من أسوأ الشوارع في الخرطوم على الرغم من أنه يمكن صيانته إذا دفع أقل طبيب أجرة واحد مريض، ولا زالت وزارة الصحة تراقب دون أن تجد حلولاً ناجعة للظروف السيئة التي يعمل بها أطباء المستشفيات الحكومية ونواب الاختصاصيين، ووسط كل هذه المآسي التي يدفع ثمنها المواطن السوداني يصيبك العجب حين تجد طبيبة إنسانة تعمل في عيادة نظيفة (تحترم آدمية الإنسان). بالمناسبة هناك عيادات كراسيها أشبه بحافلات الكلاكلات لدرجة تثير التساؤل، ألا يعرف هذا الطبيب أن للمريض حقاً في تلك الرسوم الباهظة التي يدفعها لمقابلة سيادته؟! أعود لأقول إنني فوجئت بأن هناك من يراعي الناس على الرغم من إجادة عمله ونظافة عيادته، هل تصدقون أن الدكتورة «زبيدة عبد الرحيم» قيمة كشفها في العيادة عشرون جنيهاً وهي اختصاصية أسنان ومهما كان نوع العمل الذي تؤديه لا يزيد عن مائة جنيه، وهي تجيد التعامل مع الأطفال والكبار ولا تسمع في عيادتها سوى القرآن.. ولا تبدأ إلا باسم الله.. سألتها فقالت إن الناس تعبانين فلماذا نضيق عليهم؟.. التحية بحجم الوطن لمن يعرف الله ويراعي عباده والدعاء أن يجزيهم الله خير الجزاء. زاوية أخيرة: ربما يظن البعض أن هذه العيادة في حلة أو قرية، بل والله إنها في شارع عبيد ختم جوار بنك العمال لمن أراد سلامة أسنانه ومعاملة إنسانية راقية.. رمضان كريم د. زبيدة!!