لم يكن كائناً من كان يستطيع أن يجعلني اغير من عادة تعودت عليها سنيناً عدداً وهي ألاَّ أفارق منزلي طوالي ليالي رمضان، إلا للتشديد القوي أو الشديد (أوي) وأعذروني على هذا اللهجة المصراوية، إذ إن تأثير المسلسلات المكثف على الفضائيات العربية (عوج) لساننا إلى حد ما، لم يكن كائناً من كان يستطيع أن يجعلني أغادر منزلي إلا صوت صلاح بن البادية الفنان المعتق، الذي هو كالعطر تزيده السنوات طيباً وتفتقاً، إذ إنني ما أن علمت أنه بخيمة الصحفيين المنضوية بنادي الضابط إلا وعزمت وتوكلت وذهبت إلى هناك، ومن خلال اللافتة المكتوبة على خلفية المسرح علمت أن ضيفة الليلة هي الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي، وقلت إنه لابد أن يدور حوار ساخن، والوزيرة جاءت برجليها للصحفيين خاصة وهي المقلة في ظهورها التلفزيوني، وبالتالي هناك الكثير من الاسئلة التي تحتاج إلى اجابات وتوضيح، لكن ومن خلال المحاور التي أعلنها الأستاذ محمد لطيف رئيس تحرير الزميلة الأخبار أدركت أن الوزيرة ستتناول فقط مواضيع خفيفة من شاكلة القاء الضو على حياتها وسيرتها كإنسانة دون الولوج إلى عالم السياسة، خاصة وأن شعار الليلة المكتوب هو (ونسة وعشرة بعيداً عن السياسة) لكن وفي أثناء سرد الأخ محمد لطيف لاسئلته وقعت في أذني معلومة لا أدري إن كانت قد مرت على الحضور مرور الكرام أم أنها (عترست) في أضانهم كما حدث معي، إذ قال الأستاذ محمد لطيف إن شداً وجذباً حدث في مؤسسة الرئاسة وولاية الخرطوم إبان ترشيح الأستاذة أميرة كوزيرة اتحادية، إذ إن الولاية كانت مصرة على بقائها كوزيرة ولائية، والرئاسة مصرة على تقديمها كوزيرة اتحادية وسبب (العترسة) التي ضرست أضاني أن سبباً واحداً يجعل (الشكلة) تقوم والشكلة لفظ أطلقه الأستاذ محمد لطيف على الحدث مافي لأنه، ومع كامل احترامي للأخت أميرة هي ليست مخضرمة في العمل الاجتماعي، وغيرها كثير ممن يحملون آراءً وأفكاراً ومبادرات هم أقدر منها على تحريك دور وزارة الرعاية الاجتماعية التي مثلها ومثل كثير من الوزارات نسمع عنها ولا نحس بوجودها، وحتى عندما كانت الوزيرة على رأس الوزارة الولائية لم نشاهد لها على أرض الواقع انجازاً أو إعجازاً يحسب لوزارتها، واستمر الحال كما هو عليه حتى الآن، لو أنني كتبت من الليلة لحدي بكره عن مشاكل المعاشين والمعاقين وستات الشاي وطلاب الداخليات والشماشة الذين يموتون على قارعة الطريق، ودور الوزارة تجاه دور رعاية المسنين، الذين لولا مبادرات العمل الطوعي لكان حالهم يغني عن سؤالهم، كما اكتفيت إذن لم الاصرار على أميرة الفاضل هل هو الولاء الحزبي، هذا البعبع الذي نخشى أن يرخي سدوله كما الظلام على التشكيل الوزاري القادم، الذي هو وحده آخر (بياض) ستدمي به الإنقاذ للشعب السوداني الذي لم يخذلها بمواقفه ومبادرته الراسخة، لذلك وبالصدق كله وبعيداً عن الموازنات السياسية التي في غالبها هي (نص عمره) لا تجعل عربات الحكومة تقوم بعيداً عن الموازنات السياسية، نتوقع حكومة تكنوغراط كل همها أن تزيل الهم والغم والبؤس والفقر عن الشعب السوداني، ولايهم مَن تابع لمن، ومَن ولاءه لمن، وهي ليست أماني عاطفية عذبة مني ولكنه الواقع الذي يجب أن يكون لواردنا لهذا الشعب أن يظل قانعاً حليماً دون أن يراوده إحساس أنه مدقس أو ملعوب عليه!!. كلمة عزيزه: إن صح أن الدكتور عصام أحمد البشير قد اشترط في حال ظهوره على شاشة النيل الأزرق في سهرة ليالي على النيل أن لا تكون هناك مذيعة تحاوره، إن صح ذلك فعلى النيل الأزرق السلام، والماحلق يبل رأسه، إذ إن من حق الدكتور عصام أن يشترط كما يشاء، لكن ليس من حق إدارة النيل الأزرق الرضوخ لمثل هذه الاشتراطات الغريبة، وكلنا سمعنا وشاهدنا دعاة كبار يجلسون أمام مذيعات للرد على استلئتهن في فضائيات عربية كبيرة، وبصراحة مازالت متعجبة من مواقف الأخ حسن فضل المولى بدءاً من أغاني وأغاني، وسهرة ليالي على النيل، والثالثة أخشى أن تكون على الطريق!!. كلمة أعز: منعت نفسي عن مشاهدة مسلسل سماره لأنه يستوجب القضاء والكفارة اللهم إني صائمة يابنت عبد الرازق!!.