- تحث الشريعة الإسلامية على الحفاظ على صحة وسلامة البدن، فإن أي مريض لكي يقوم بأي تكاليف شرعية يجب أن يراعي صحة بدنه في المقام الأول، وذلك باستشارة الطبيب لتقييم حالته الصحية. - العلاقة بين الصيام والجهاز الهضمي هي أن الصيام ليس له تأثير ضار على الجهاز الهضمي السليم، بل مفيد جداً حيث إن الجسم له القدرة على التكيف والتأقلم حسب الظروف الصحية. - أثناء الصيام يحدث بطء في حركة الأمعاء، مع نقص العصارة المعدية والمعوية وإفرازات البنكرياس، وهذا يؤدي لزيادة فترة الراحة في الجهاز الهضمي، لذلك عند الصيام تقل الإفرازات وتتحسن الأعراض ويتم عمل الأعضاء الداخلية في الجهاز الهضمي بصورة جيدة، إلا أن هناك بعض الحالات التي يمكن أن يتسبب الصيام في سوء حالة المريض الصحية. علاقة بعض أمراض الجهاز الهضمي بالصيام: 1. قرحة المعدة والأمعاء أو القرحة الهضمية: - القرحة الهضمية هي حدوث تآكل موضعي في الغشاء المخاطي لجدار المعدة والأمعاء، وقد تكون هذه القرحة في المعدة فقط أو الجزء الأول من الأمعاء والمسمى بالأثنى عشر أو الاثنين معاً، ونادراً ما تكون في أجزاء الجهاز الهضمي الأخرى كأسفل المريء مثلاً. - قرحة الأثنى عشر أكثر شيوعاً، فهي تصيب المريض ما بين سن «30- 50» عاماً، وأكثر شيوعاً عند الرجال. - قرحة المعدة هي غالباً بعد سن «60 عاماً» وتصيب النساء أكثر من الرجال. - هناك عدة مسببات للقرحة الهضمية وفي السابق كانت تعزى لأسباب الضغوط النفسية والقلق والتوتر العصبي، ولكن الآن وجد أن هناك عاملين أساسيين: 1. الإصابة ببكتيريا المعدة الحلوزنية: يعتبر وجود وتكاثر هذه البكتيريا في الطبقة المخاطية من بطانة المعدة السبب الرئيسي للقرحة، فهي تستطيع أن تتعايش مع حمض المعدة، عن طريق إفرازات إنزيمية خاصة تحميها من الحمض، وتعتبر السبب الرئيسي في تكرار الإصابة بالقرحة ما لم تعالج بالمضادات الحيوية المناسبة. 2. الاستعمال المفرط للأدوية المضادة لالتهابات المفاصل «الروماتيزم» مثل «البروفين والفولترين» ومسكنات الألم مثل «الأسبرين»، حيث إنه يضعف من قدرة نسيج الأمعاء على الالتئام ويمكن استبدالها ب«الباراسستامول»، «البندول» كمسكن ومخفض للحرارة، وتغيير الدواء على حسب ما يرى الطبيب المعالج. 3. هناك أسباب أخرى للقرحة الهضمية منها: - التدخين الذي يزيد من إفراز وتركيز حمض المعدة فيضاعف خطر الإصابة بالقرحة، وكذلك يؤخر الشفاء أثناء العلاج. - المشروبات الكحولية والتي قد تسبب التهيج والتآكل في جدار المعدة مسببة للتقرح. - وجود خلل وظيفي في تفريغ الطعام أو تكوين السائل المخاطي والإصابة ببعض الأمراض. - وجود تاريخ عائلي بمرض القرحة. ü ما هي أعراض القراحة الهضمية: { إن الأعراض الأكثر حدوثاً هي: - آلام متكررة أو حرقان في منطقة البطن العلوية بين السرة وأسفل القفص الصدري. - غالباً ما يشعر المريض بالآلام بين الوجبات، حيث إن المعدة خالية من الطعام. - غالباً ما تخف حدة الألم بعد الأكل أو تناول الأدوية الخافضة للحموضة. - قد يشعر المريض أحياناً بغثيان واستفراغ أو فقدان للشهية، مما يؤدي لفقدان الوزن. - بالنسبة لقرحة المعدة، فإن الألم قد يزداد بتناول الأكل والشرب وليس العكس، كما هو في قرحة الأثنى عشر. - في بعض الحالات ونتيجة لنزيف دموي بسيط في القرحة قد يكون هناك نزول دم عبر الفم أو البراز «أسود أو داكن اللون». ü بصورة عامة تطور الطب في تشخيص وعلاج القرحة، فيتراوح التشخيص من الفحص الاكلينيكي والتاريخ المرضي والأعراض، إلى الفحص بواسطة أشعة الباريوم للمعدة والأثنى عشر، والأدق من الناحية التشخيصية هو منظار المريء والمعدة والأثنى عشر، حيث يمكن اكتشاف القروح والسرطانات وأخذ عينة في نفس الوقت. أثر الصيام على القرحة - لقد تطور الطب بصورة عامة في علاج القرحة، ويستطيع مريض القرحة الصوم إذا كان لا يشتكي من أي أعراض وتم تقييم حالته الصحية بواسطة طبيب الجهاز الهضمي قبل الصوم، ولكن يشترط استعمال علاج القرحة واستشارة الطبيب مهمة حتى يشعر المريض باستقرار حالته، لأن الصوم يعمل على زيادة الحامص المعدي، كما أن تأثير الحامض في حالة عدم وجود الطعام يكون شديداً وبذلك يؤدي لتآكل الغشاء المخاطي، وبذلك يتجنب حدوث المضاعفات التي سيرد ذكرها لاحقاً إن شاء الله. - يمنع الصيام عن المرضى الذين يصابون بقرحة حادة أو نشطة «ألم حاد+ قيء»- حديثة الحدوث- مع العلم أن الآلام في أعلى البطن لا تدل على أنها قرحة نشطة، فقد وجد أن 70% من الذين يعانون من الآلام في البطن ليست لديهم علامات لقرحة نشطة «يجب مراجعة الطبيب». - كما يمنع الصيام عن المرضى المصابين بقرحة لا تستجيب للعلاج أو المصابين بنزيف في القرحة في فترة وجيزة أقل من ثلاثة أشهر مثلاً، وأيضاً المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية حديثة ومن لهم مضاعفات القرحة من التهابات ونزيف دموي في المعدة أو الأثني عشر أو انسداد أو ثقب في القرحة، وأيضاً المرضى المسنين المصابين بالقرحة. - أما المرضى الذين كانوا يعانون من قرحة في فترة سابقة وتم علاجهم والآن لا يشكون من أي أعراض وتم تقييم حالتهم الصحية، فيمكنهم الصوم. نصائح رمضانية لمريض القرحة - تجنب العوامل التي تزيد من حدة المرض مثل الأسبرين. - استعمال المضادات الحيوية المناسبة للبكتيريا الحلزونية إن وجدت. - استعمال الأدوية الخافضة للحموضة على حسب إرشاد الطبيب. - الاعتدال في الأكل وتنظيم الوجبات وتنوع الغذاء في كل وجبة. - عدم الإكثار من تناول الأكل بين الوجبات حتى لا يحدث إفراط في إفراز حمض المعدة. - الاعتدال في شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية. - الحرص على تناول الفاكهة والخضروات القليلة الحموضة. - عدم الأكل والشرب قبل ساعتين على الأقل قبل النوم حتى لا يؤدي إلى الارتجاع أثناء النوم. - تجنب المشروبات الكحولية والتدخين والانفعالات العصبية. - تفادي الدهون والفلفل الحار والتوابل في الطعام. - تجنب تناول الطعام الساخن أو البارد والتقليل من البقوليات.