كلما انقضى يوم من أيام رمضان أحاول الرجوع إلى أول أيامه واتذكر ما قمت به حتى أكسب المزيد من الحسنات في هذا الشهر الكريم المبارك الذي يتضاعف فيه الأجر، وكما يحلو للعاملين «أجر إضافي».. لكنني لا أحس بالإطمئنان إلى أن ما قدمت كان كافياً، فليتني فعلت المزيد، فرمضان فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى لذا أحب أن أُعتق فيه من النار، وقد تذكرت حديث الأستاذة سناء حمد وزيرة الدولة بالإعلام حينما دعت بأن تكون من عتقاء الشهر المبارك وأشارت إلى نقطة مهمة هي أن السيد أن أعتق العبد فإن ذلك يكون نهائياً ولن يعود العبد من العتق مرة أخرى.. وقد وقع هذا الحديث وقعاً طيباً في نفسي ودعوت الله حينها أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم المبارك.. فالنار التي يصفها القرآن وذكرت في الأحاديث النبوية ليس لنا بها (قدرة) فقد حدد أسماءها وأولها (جهنم) وقيل لأنها تجهم في وجوه الرجال والنساء فتأكل وجوههم.. كما أن من أسمائها (لظى) و (سقر) وهي تأكل اللحم دون العظم، ثم (الحطمة) وهي تحطم العظام وتحرق الأفئدة ثم (الجحيم) ويقال عنها ذلك لأنها مليئة بالجمر، والجمرة الواحدة بحجم الدنيا.. ومن أسمائها أيضاً (السعير) ويقال لها ذلك لأنها بها قصور من النار، وآخر أسمائها (الهاوية) ويقال إن من وقع فيها لم يخرج أبداً.. ويقول معنى الحديث الشريف ولو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم.. «فكيف بمن يكون طعامه وكيف بمن يكون مسكنه». سادتي جعلنا الله وإياكم من عتقاء رمضان.. بالمناسبة قد يستسهل أحد هذا الدعاء وقد يظن أن العتق من النار من الأمور التي يمكن أن تحدث بدون اجتهاد، لكن ذلك غير صحيح فحياتنا مليئة بالأسباب والسلوك والتصرفات والأحاديث التي قد تجعلنا مع أولئك الذين يقولون الكلمة ولا يلقون لها بالاً فتهوي بهم في النار سبعين خريفاً، فكيف ببقية حياتنا التي قد نخطئ فيها بحسن نية. وأخيراً أتمنى من الإكثار من هذا الدعاء في هذا الشهر، خاصة وأننا نتنسم اليوم العشر الأواخر من رمضان والتهجد والاعتكاف وليلة القدر والعتق من النار ولنردد وتيرة العبادة و «نربط الأحزمة» فنحن نستشرف أيام عظيمات.