كان أي مستشار للرئيس الأسبق جعفر نميري عندما يخرج من لقائه بالرئيس ويمد إليه الإعلاميون أجهزة تسجيلهم يقول: إن السيد الرئيس زودني بنصائحه .. هكذا والله كان المستشار يأخذ راتبه من عرق أذنه التي يجب أن تستمع لكل نصائح الرئيس. فالمستشار لم يكن يُستشار أو يضيف شيئاً.. فهل هذه الحالة تكررت في عهدنا الحالي؟ هذا السؤال وهذه المقدمة يقودني إليها مشهد المستشارين ال«14» الذين أدوا القسم أمس أمام السيد رئيس الجمهورية، والذين هم في الدول المتقدمة يشكلون بعددهم حكومة بحالها ولا أظن أن عدد الوزراء في الولاياتالمتحدةالأمريكية يعدل إلى هذا الرقم.. المهم ماذا سيفعل هؤلاء المستشارون الكثر؟ وماذا سيضيف د. أحمد بلال أو الصادق الهادي.. أو عبد الله مسار أو حتى رجاء حسن خليفة للرئيس وماذا يفيد الشيخ بيش و .. و.. و.. إنهم جميعاً بحاجة لنصائح الرئيس الذي أثبت أنه السياسي الأعمق والإعلامي الأسطر والقائد الأشجع، وقد أثبتت كل المعطيات التي مرت بها البلاد أن الرئيس يقود معاركه بنفسه وينتصر فيها، بينما المستشارون لا يضيفون شيئاً باستثناء د. غازي صلاح الدين ود. مصطفى عثمان و المهندس صلاح ، وربما القادم الجديد للقصر البروفيسور إبراهيم أحمد عمر.. مما يؤكد أن الرئيس كان بحاجة إلى مساعدين فقط بعدد قطاعات مجلس الوزراء لإعانته أكثر من حاجته لمستشارين كُثر لا يخلو تعيينهم من الترضية.. المهم كما قال السيد الرئيس ليلة أداء القسم لمستشاريه إن المرحلة المقبلة مرحلة عمل نأمل أن يكون لكل السادة المستشارين عمل أو أدوار فاعلة لإعانة الرئيس الذي اختارهم إلى جانبه، وألا يكون عدد منهم عاملاً، بينما الأخرون لا يتعدى دورهم الإطلاع على الصحف والاستمتاع بمخصصات الوظيفة ووجاهتها. ü خلاصة القول: إن القرار قد صدر ولا نريد أن يكون مستشارو الرئيس بلا فاعلية في هذه المرحلة المهمة في تاريخ البلاد والتي تتطلب منهجاً علمياً يمكن أن يسهم فيه الكل وفقاً لقدراتهم.. فهذا زمان العلمية وليس زمان الكثرة التي تغلب الشجاعة، و كل يأكل رزقه من عرق فكره وجهده لا من الاستماع كما كان يحدث في عهد نميري أو الفرجة كما كان يحدث من الكثيرين في الحكومة السابقة.