تعجب راصد «بيت الأسرار» واندهش عندما تابع خطاباً من جهة اقتصادية مختصة بعثت به إلى رؤساء عدد من الصحف اليومية مع المحررين والمحررات الذين يغطون تلك الدائرة بخصوص المشاركة في مؤتمر اقتصادي بإحدى العواصم العربية خلال الشهر القادم، تطلب فيه ترشيح محرر لتغطية ذلك المؤتمر. الراصد تابع الخطابات التي رد عليها كل رؤساء التحرير بترشيح محرري صحفهم الاقتصادية الا أن رئيساً واحداً لاحدى الصحف رشح نفسه للتغطية.. ودهشة الراصد جاءت من كون ذلك الرئيس كثير الأسفار الرسمية وغير الرسمية. أنا ما قايل الحكاية كده! عبارة صدرت من صاحب القلم الفالت والمتفلت الذي حاول أن يحاور ويداور من قبل في ميادين غير ميادين السياسة ففشل، فانتقل بكل إحباطاته إلى جهة لم تتحمل أي أعباء نحوه، فأخذ ينفث ما ينفث دون وازع أو ضابط نحو الأعلى دائماً إلى أن فوجيء باستدعاء من الجهة المخول لها المساءلة والاستدعاء كجهة اختصاص وحيدة واستدعاه الرجل الأول المختص في الجهة التي جاءت به بالثمن البخس فأخذ يوبخه على ما يصدر منه، وأخرج له من درج مكتبه في العمارة المميزة غرب الخرطوم أن إستدعاء الرجل الأول كان حتمياً حسب القانون خاص في القضية المتهم فيها الفالت المتفلت .. وسمع راصد «بيت الأسرار» الأول يقول للثاني: (أهي دي النتيجة) فقال الثاني والكلمات تكاد تعجز عن الخروج من فمه المختنق بالعبرات: (أنا ما قايل الحكاية كده.. أديني فرصة.. ان شاء الله فرصة أخيرة). هنا لم يستطع راصد «بيت الأسرار» مواصلة رصده فقد خشى أن ينفجر الرجل وهو في تلك الحالة من البكاء والاستجداء.